للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا خرقتْ أقدامهنَّ بمشيةٍ ... تناهينَ وانباعتْ لهنَّ النَّواصفُ

ينؤنَ بأكفالٍ ثقالٍ وأسوقٍ ... خدالٍ وأعضادٍ كستها المطارفُ

ويكسرنُ أوساطَ الأحاديثِ بالمنى ... كما كسرَ البرديَّ في الماءِ غارفُ

وأدْنينني حتَّى إذا ما جعلنني ... لدى الخصر أو أدنى استقلَّكَ راجفُ

فإنْ شئتِ والله انصرفتِ وإنَّني ... من أن لا تريني بعد هذا لخائفُ

رأتْ ساعديْ غولٍ وتحتَ ثيابهِ ... جناجنُ يدمى حدَّها وقراقفُ

وقد شأزتْ أمُّ الصَّبيَّينِ أن رأتْ ... أسيراً بساقيهِ ندوبٌ نواسفُ

فإنْ تنكري صوتَ الحديدِ ومشيةً ... فإنِّي بما يأتي به الله عارفُ

وإن كنتِ من خوفٍ رجعتِ فإنَّني ... من الله والسُّلطانِ والإثمِ راجفُ

وقد زعمتْ أمُّ الصَّبيَّينِ أنَّني ... أقرَّ فؤادي وازدهتني المخاوفُ

وقد علمتْ أمُّ الصَّبيَّينِ أنَّني ... صبورٌ على ما جرَّفتني الجوارفُ

وإنِّي لعطَّافٌ إذا قيلَ من فتى ... ولم يكُ إلاَّ صالحُ القومِ عاطفُ

وأوشكُ لفَّ القومِ بالقومِ للتي ... يخافُ المرجَّى والحرونُ المخالفُ

وإنِّي لأرجي المرءَ أعرفُ غشَّهُ ... وأعرضُ عن أشياءَ فيها مقاذفُ

فلا تعجبي أمُّ الصَّبيَّينِ قد تُرى ... بنا غبطةٌ والدَّهرُ فيه عجارفُ

عسى آمناً في حربنا أن تصيبهُ ... عواقبُ أيامٍ ويأمنَ خائفُ

فيبكينَ من أمسى بنا اليومَ شامتاً ... ويعقبننا إنَّ الأمورَ صرائفُ

وإن يكُ أمرٌ غيرَ ذاكَ فإنَّني ... لراضٍ بقدرِ الله للحقِّ عارفُ

وإنِّي إذا أغضى الفتى عن ذمارهِ ... لذو شفقٍ على الذِّمارِ مشارفُ

وينفخُ أقوامٌ عليَّ بحورهمْ ... وعيداً كما تهوي الرِّياحُ العواصفُ

وأطرقُ إطراقَ الشُّجاعِ وإنني ... شهابٌ لدى الهيجا ونابٌ مقاصفُ

وداويَّةٍ سيرُ القطا من فلاتها ... إلى مائها خمسٌ لها متقاذفُ

بطونٌ من الموماةِ بعَّدَ بينها ... ظهورٌ بعيدٌ تيهها وأطائفُ

يحارُ بها الهادي ويغتالُ ركبها ... تنائفُ في أطرافهنَّ تنائفُ

هواجرُ لو يُشوى بها النَّيُّ أنضجتْ ... متونَ المها من طبخهنَّ شواسفُ

ترى ورقَ الفتيانِ فيها كأنَّها ... دارهم منها جائزاتٌ وزائفُ

يظلُّ بها عيرُ الفلاةِ كأنَّهُ ... من الحرِّ مرثومُ الخياشيمِ راعفُ

إذا ما أتاها القومُ هوَّلَ سيرهمْ ... تجاوبُ جنّانٍ بها وعوارفُ

ويومٍ من الجوزاءِ يلجأ وحشهُ ... إلى الظِّلِّ حتَّى اللَّيلَ هنَّ حواقفُ

يظلُّ بها الهادي يقلِّبُ طرفهُ ... من الهولِ يدعو لهفهُ وهو واقفُ

قطعتُ بأطلاحٍ تخوَّنها السُّرى ... فدقَّ الهوادي والعيونُ ذوارفُ

ملكتُ بها الإدلاجَ حتَّى تخدَّدتْ ... عرائكها ولان منها السَّوالفُ

وحتَّى التقتْ أحقابها وغروضها ... إذا لم يقدَّم للغروضِ السَّنائفُ

نفى السَّيرُ عنها كلَّ ذاتِ ذمامةٍ ... فلم يبقَ إلاَّ المشرفاتُ العلائفُ

من العيسِ أو جلسٍ وراءَ سديسهِ ... له بازلٌ مثلُ الجمانةِ رادفُ

معي صاحبٌ لا يشتكي الصّاحبُ العدى ... صحابتهم ولا الخليطُ الموالفُ

سراةٌ إذا آبوا ليوثٌ إذا دعوا ... هداةٌ إذا أعيى الظَّنونُ المصادفُ

إذا قيلَ للمعيى به وزميلهِ ... تروَّحْ فلم يسطعْ وراحَ المسالفُ

رأوا شركةً فيهنَّ حقّاً وكلَّفوا ... أولاتِ البقايا ما أكلَّ الضَّعائفُ

أولاتِ المراحِ الخانفاتِ على الوجى ... إذا قاربَ الشَّدَّ القصارُ الكواتفُ

فبلَّغنَ حاجاتٍ وقضَّينَ حاجةً ... وفي الحيِّ حاجاتٌ لنا وتكالفُ

ونعمَ الفتى ولا يودَّعُ هالكاً ... ولا كذباً أبو سليمانَ عاطفُ

لجارتهِ الدُّنيا وللجانبِ العدى ... إذا الشَّولُ راحتْ وهي حدبٌ شواسفُ

وبادرها قصرَ العشيَّةِ قرمها ... ذرى البيتِ يغشاهُ من القُرِّ آزفُ

ينفِّضُ عن أضيافهِ ما يرى بهمْ ... رحيمانِ ساعٍ بالطَّعامِ ولاحفُ

<<  <   >  >>