للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معرضُ أطرافِ العظامِ مشرفٌ ... شديدُ مشكِّ الجنبِ فعمُ المنطقِ

من الكاتماتِ الرَّبوَ ينزعُ مقدِماً ... سبوقٌ إلى الغاياتِ غيرُ مسبقِ

إذا ما استحمتْ أرضهُ من سمائه ... جرى وهو مودوعٌ وواعدُ مصدقِ

وناصَ الشمالَ طعنُهُ في عنانهِ ... وباعَ كبوعِ الخاضبِ المتطلقِ

وعتهُ جوادٌ لا يباعُ جنينُها ... لمنسوبةٍ أعراقهُا غيرُ محمِقِ

بصيرٍ بأطرافِ الحدابِ ترى لهُ ... سراةً تساوي بالطرافِ المروقِ

ومرقبةٍ يزلُّ عنها قتامُها ... يمامتُها منها بضاحٍ مذلقِ

تبيضُ عتاقُ الطيرِ في قذفاتهِ ... كطرةِ بابِ الفارسيِّ المغلّقِ

رَبأتُ وحرجوجٌ جهدتُ رواحَها ... على لاحِبٍ مثلَ الحصيرِ المنمَّقِ

تبيتُ إلى عدٍّ تقادمَ عهدهُ ... برودٍ تقا حرَّ النهارِ بغلْفَقِ

كأنَّ محافيرَ السِّباعِ حياضهُ ... لتعريسِها جنبَ الإزاءِ المُخرَّقِ

معرسُ ركبٍ قافلينَ بضرةٍ ... صرادٍ إذا ما نارهُم لمْ تحرَّقِ

فدعْ ذا ولكنْ هلْ ترى ضوءَ بارقٍ ... يضيءُ حبياً في ذرأتي متألقِ

على الأتمِ منهُ وابلٌ بعدَ وابلٍ ... فقدْ رهقتْ قيعانهُ كلَّ مرهقِ

وجرَّ بأكنافِ البحارِ إلى الصِّلا ... رباباً لهُ مثل النعامِ المعلّقِ

فأبلَى سقاً يعلو العضَاه غُشاؤُهُ ... يصفق منها الوحشُ كلَّ مصفقِ

فجادَ شرورَى فالستارَ فأصبحَتْ ... تعارُ له فالوادِيانِ بمودِقِ

كأنَّ الضبابَ بالصحارى غديةً ... رجالٌ دعاهُم مستضيفٌ لموسقِ

لهُ حدبٌ يستخرجُ الذئبَ كارِهاً ... يهزُّ الغُثاءَ عندَ غانٍ بمطْلَقِ

يخرجُها رأسٌ خَسيفٌ كأنهُ ... مخامرُ طلعٍ في ذراعٍ ومرفقِ

كأنَّ الحداةَ والمشايعَ وسطَه ... وعوذاَ مطافيلاً بأمعزَ تصدُقِ

وقال خفاف: المتقارب

ألا تلكَ عرسيَ إذْ أمعرَتْ ... أساءَتْ ملامَتَنَا والإمارَا

وقالتْ أرَى المالَ أهلكتَهُ ... وأحسبُهُ لو تراهُ معارَا

ويمنعُ منها نَماءَ الإِفالِ ... مشيُّ القداحَ ونقدي التجارا

وقولُ الألدَّةِ عندَ الفصالِ ... إذا قمتُ لا تتركنّا حِرارِا

غشيتُ حروناً ببطنِ الضباعِ ... فألمحُ منْ آلِ سلمى دثارا

نظرتُ وأهلي على صائفٍ ... هدواً فآنستُ بالفردِ نارا

عليها خذُولٌ كأمِّ الغَزَا ... لِ تقرُو بذروَة ضالاً قِصَارا

تنضُّ لروعاتهِ جيدها ... إذا سمعتْ منْ مغمٍّ جُؤَارا

أصاحِ ترى البرقَ لمْ يغتمِضْ ... إذا زعزعتْهُ الجنوبُ استطارا

فسلَّ مصابيحهُ بالعشاءِ ... تحسبُ في حافتيهِ المنارا

كأنَّ تكشفهُ بالنشاصِ ... بلقٌ تكشفُ تحمي مهارا

أقامَ بذي النخلِ رَيعانهُ ... وجادَ مسلحةً فالستارا

وحططَ أحمرَ بالدوْنَكَيْنِ ... يغشَيْنَ معتصِماتٍ تعارا

فأضحَى بمعتلجِ الواديينِ ... يبرقُ منهُ صبيرٌ نهارا

خسيفٌ يزيفُ كزيفِ الكَسيرِ ... ينهمرُ الماءُ منهُ انهمارا

وغيثٍ تبطنتُ قريانهُ ... يحاوبُ فيه نهيقٌ عرارا

ذعرتُ عصافيره بالسوادِ ... أوزعُ ذا ميعةٍ مستطارا

منَ الممعضاتِ لفضِّ القرونِ ... إذا كرَّ فيهِ حميمٌ غرارا

إذا نزَّعتهُ إليَّ الشَّمالُ ... راجعَ تقريبَهُ ثمَّ غَارا

كما جاشَ بالماءِ عندَ الوقُو ... دِ مرجلُ طَبّاخهِ ثمَّ فارا

يعزَّ القوافلَ سهلَ الطريقِ ... إذا طابقتْ وعثهُنَّ الحرارا

يفينَ ويحسبُهُ قافلاً ... إذا اقْورَّ حِملاجَ ليفٍ مُغارا

ومُفرِهَةٍ تامِكٍ نيها ... إذا ما تساقُ تزينُ العشارا

لقيتُ قوائمها أربعاً ... فعادتْ ثلاثاً وعادتْ ضمارَا

فجاءَ إلينا ألدُّ الرجالِ ... يقسمُ يأخذُ منها اليسارا

تفلتُ عن غلمةٍ شاربينَ ... لو طارَ شيءٌ من الجهلِ طَارا

فلما تبينَ مكروهنا ... وأيقنَّ أنَّا نهينُ السيارَا

تصدَّى لنجزيهُ مثلها ... وننظرَ ماذا يكونُ الحوارا

وقال خفاف أيضاً: المنسرح

<<  <   >  >>