للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأصبحَ ناصلاً منها ضحيّاً ... نصولَ الدُّرِّ أسلمهُ النّظامُ

ألا أبلغْ بني سعدٍ رسولاً ... ومولاهمْ فقدْ حلبتُ صرامُ

نسومكمُ الرَّشادَ ونحنُ قومٌ ... لتاركِ ودِّنا في الحربِ ذامُ

فإنْ صفرتْ عيابُ الودّ منكمْ ... فلمْ يكُ بيننا فيها زمامُ

فإنَّ الجزعَ جزعَ عُريتناتٍ ... وبرقةَ عيهمٍ منكمْ حرامُ

سنمنعُها وإنْ كانتْ بلاداً ... بها تزبو الخواصرُ والسَّنامُ

بها قرَّتْ لبونُ النَّاسِ عيناً ... وحلَّ بها عزاليَهُ الغمامُ

وغيثٍ أحجمَ الرُّوَّادُ عنه ... به نفلٌ وحوذانٌ تؤامُ

تغالى نبتهُ واعتمَّ حتَّى ... كأنَّ منابتَ العلجانِ شامُ

أبحناهُ بحيٍّ ذي حلالٍ ... إذا ما ريعَ سربهمُ أقاموا

وما يندوهمُ النَّادي ولكنْ ... بكلِّ محلَّةٍ منهمْ فئامُ

وما تسعى رجالهمُ ولكنْ ... فضولُ الخيلُ ملجمةٌ صيامُ

فباتتْ ليلةً وأديمَ يومٍ ... على المهمى يحزُّ لها الثّغامُ

فلمَّا أسهلتْ من ذي صباحٍ ... وسالَ بها المدافعُ والإكامُ

أثرنَ عجاجةً فخرجنَ منها ... كما خرجتْ منَ الغرضِ السَّهامُ

بكلِّ قرارةٍ من حيثُ جالتْ ... ركيَّةُ سنبكٍ فيها انثلامُ

إذا خرجتْ أوائلهنَّ شعثاً ... مجلّحةً نواصيها قيامُ

بأحقيها الملاءُ محزَّماتٍ ... كأنَّ جذاعها أصُلاً جلامُ

يبارينَ الأسنَّةَ مصغياتٍ ... كما يتفارطُ الثّمدُ الحمامُ

ألم ترَ أنَّ طولَ الدَّهرِ يُسلي ... ويُنسي مثلَ ما نسيتْ جذامُ

وكانوا قومنا فبَغوا علينا ... فسُقناهم إلى البلدِ الشَّآمي

وكنَّا دونهمْ حصناً حصيناً ... لنا الرَّأسُ المقدَّمُ والسَّنامُ

وقالوا لنْ تُقيموا إذا ظعنَّا ... فكانَ لها وقد ظعنوا مقامُ

أثافيَ من خزيمةَ راسياتٍ ... لنا حلُّ المناقبِ والحرامُ

فإنَّ مقامنا يدعوا عليكمْ ... بأبطحِ ذي المجازِ لنا أثامُ

وقال بشر أيضاً مفضلية:

لمنِ الدِّيارُ غشيتها بالأنعمِ ... تبدو معارفُها كلونِ الأرقمِ

لعبتْ بها ريحُ الصَّبا فتنكَّرتْ ... إلاّ بقيَّةَ نؤيها المتهدِّمِ

دارٌ لبيضاءِ العوارضِ طفلةٍ ... مهضومةِ الكشحينِ ريَّا المعصمِ

سمعتْ بنا قيلَ الوشاةِ فأصبحتْ ... صرمتْ حِبالكَ في الخليطِ المشئمِ

فظللتَ من فرطِ الصَّبابةِ والهوى ... طرفاً فؤادكَ مثلَ فعلِ الأهيمِ

لولا تسلِّي الهمَّ عنكَ بجسرةٍ ... عيرانةٍ مثلِ الفنيقِ المكدمِ

زيَّافةٍ بالرَّحلِ صادقةِ السُّرى ... خطَّارةٍ تهصُ الحصى بمثلَّمِ

سائلْ تميماً في الحروبِ وعامراً ... وهلِ المجرِّبُ مثلُ من لم يعلمِ

غضبتْ تميمٌ أنْ تُقتَّل عامراً ... يومَ النِّسارِ فاُعقبوا بالصَّيلمِ

إنَّا إذا نعروا لحربٍ نعرةً ... نشفي صداعهمُ برأسٍ صلدمِ

نعلو القوانسَ بالسُّيوفِ ونعتزي ... والخيلُ مشعلةُ النُّحورُ من الدَّمِ

يخرجنَ من خللِ الغبارِ عوابساً ... خببَ السِّباعِ بكلِّ أكلفَ ضيغمِ

من كلِّ مسترخي النِّجادِ منازلٍ ... يسمو إلى الأقرانِ غيرَ مقلّمِ

ففضضنَ جمعهمُ وأفلتَ حاجبٌ ... تحتَ العجاجةِ في الغبار الأقتمِ

ورأوا عقابهمُ المدلّةِ أصبحتْ ... نُبذتْ بأفضحَ ذي مخالبَ جهضمِ

أقصدتُ حجراً قبلَ ذلكَ والقنا ... شرعٌ إليهِ وقد أكبَّ على الفمِ

ينوي محاولةَ القيامِ وقد مضتْ ... فيهِ مخارصُ كلِّ لدنٍ لهذمِ

وبني نميرٍ قد لقينا منهمُ ... خيلاً تضبُّ لثاتها للمغنمِ

فدهمنَها دهماً بكلِّ طمرَّةٍ ... ومقطَّعٍ حلقَ الرِّحالةِ مرجمِ

ولقدْ خبطنَ بني كلابٍ خبطةً ... ألصقنهمْ بدعائمِ المتخيّمِ

وصلقنَ كعباً قبلَ ذلكَ صلقةً ... بقنا تعاودهُ الأكفُّ مقوّمِ

حتَّى سقينا النَّاسَ كأساً مرَّةً ... مكروهةً حسُواتها كالعلقمِ

قلْ للمثلَّمِ وابنِ هندٍ بعدهُ ... إنْ كنتَ رائمَ عزِّنا فاستقدمِ

<<  <   >  >>