للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مصاليتُ ورادونَ في حمسِ الوغى ... ردى الموتِ خواضونَ غبرَ العظائمِ

إذا قرعتنا الحادثاتُ سما لنا ... بنوا الحربِ والكافونَ ثقلَ المغارمِ

نجومٌ أضأت في البلادِ بأهلها ... وقام بها في الحقِ فيءُ المقاسمِ

ملوكٌ مناجيبُ الفحولِ خضارمٌ ... بحورٌ وأبناءُ البحورِ الخضارمِ

بنى ليَ عزَّ المكرماتِ مقدماً ... لنا المجدُ آباءٌ بناةُ المكارمِ

لهاميمُ من فرعي كنانةَ مجدهم ... تليدٌ لهُ عزُّ الأمورِ الأقادمِ

غلبنا على الملكِ الذي نحنُ أهلهُ ... معداً وفضضنا ملوكَ الأعاجمِ

وأنسابنا معروفةٌ خندفيةٌ ... فأنى لها بالشتمِ ضرُّ المشاتمِ

سبقنا أضاميم الزمانِ فقد مضى ... لنا السبقُ غاياتِ الذكورِ الصلادمِ

ونحنُ أكلنا الجاهليةَ أهلها ... غواراً وشذبنا مجيرَ اللطايمِ

وكان لنا المرباعُ غيرَ تنحلٍ ... وكل معدٍّ في جلودِ الأراقمِ

مضرينَ بالأعداءِ من كلِّ معشرٍ ... نهينُ معاطيسَ الأنوفِ الرواغمِ

إذا رامنا عريضُ قومٍ بشغبةٍ ... تذبذبَ عن مرداةِ مجدٍ قماقمِ

ونحنُ على الإسلامِ ضاربَ جمعنا ... فأعطيَ فلجاً كلُّ جمعٍ مصادمِ

ونحنُ ولاةُ الأمرِ ما بعدَ أمرنا ... مقالٌ ولا مغدىً لخصمٍ مخاصمِ

ورثنا رسولَ اللهِ إرثَ نبوةٍ ... ومخلافَ ملكٍ تالدٍ غير دائمِ

وعلياءَ من بيتِ النبيِّ تكنفت ... مناسبها حوماتِ أنسابِ هاشمِ

وملكاً خضماً سلَّ بالحقِّ سيفهُ ... على الناسِ حتى حازَ نقشَ الدراهمِ

وقامَ بدينِ اللهِ يتلو كتابهُ ... على الناسِ منا مرسلٌ جدُّ قائمِ

ففينا الندى والباعُ والحلمُ والنهى ... وصولاتُ أيدٍ بادراتِ الجرائمِ

وعزٌّ كنانيٌّ يقودُ خطامهُ ... معداً ولم يطمع بهِ حبلُ خاطمِ

لنا مقرمٌ سامٍ يهدُّ هديرهُ ... مساماتِ صيدِ المقرباتِ الصلاقمِ

وما زالَ منا للأمورِ مدبرٌ ... يقودُ الملوكَ ملكهُ بالخزايمِ

وراعٍ لأعقابِ العشيرةِ حافظٍ ... يجودُ بمعروفٍ كثيرٍ لسايمِ

لعمركَ ما زلنا فروعَ دعامةٍ ... لنا فضلها المعروفُ فوقَ الدعايمِ

وإني لطلاعُ النجادِ فواردٌ ... على الحزمِ قوامٌ كرامُ المقاومِ

عطوفٌ على المولى وإن ساءَ نصرهُ ... كسوبُ خلالَ الحمدِ عفُّ المطاعمِ

أبي إذا سيمَ الظلامةَ باسلٌ ... عزيزٌ إذا أعيت وجوهُ المظالمِ

ونحنُ أناسٌ أهلُ عزٍّ وثروةٍ ... ودفاعُ رجلٍ كالدبا المتراكمِ

مجالسُ فتيانٍ كرامٍ أعزةٍ ... ونادي كهولٍ كالنسورِ القشاعمِ

إذا فزعوا يوماً لروعٍ توهست ... جيادهمُ بالمعلمينَ الخلاجمِ

صبحناهمُ حرَّ الأسنةِ بالقنا ... ضحىً ثمَّ وقعُ المرهفاتِ الصوارمِ

فكانوا خلى حربٍ لنا التهمتهمُ ... ونحنُ بنو عصلِ الحروبِ الكواهمِ

وجارٍ منعناهُ فقرَّ جنابهُ ... ونامَ وما جارُ الذليلِ بنائمِ

وكنا لهُ ترساً من الخوفِ يتقي ... بنا شوكةَ الأعداءِ أهلِ النقايمِ

ومولى ثمالٍ كلُّ حقٍّ يربهُ ... على مالهِ حتى تلادِ الكرائمِ

ومعتركٍ بالشرِّ ينظرُ نظرةً ... ولا تنطقُ الأبطالُ غيرَ غماغمِ

بهِ قد شهدناهُ وفزنا بذكرهِ ... وجئنا بأسلابٍ لهُ وغنائمِ

وأصيدَ ذي تاجٍ غللنا يمينهُ ... إلى الجيدِ في يومٍ من الحربِ جاحمِ

فحثَّ حثيثَ الخيلِ يرجمُ عدوهُ ... بهِ حثَّ مشبوبٍ من النقعِ هاجمِ

وضيفٍ سرى أرغى هدواً بعيرهُ ... ليقرى فعجلنا القرى غيرَ عاتمِ

وكانت لنا دونَ العيالِ ذخيرةً ... نخصُّ بها حتى غدا غيرَ لائمِ

وداعٍ لمعروفٍ فزعنا لصوتهِ ... بلبيكَ في وجهٍ لهُ غيرِ واجمِ

فخيرتهُ مالاً طريفاً وتالداً ... يصونُ بهِ عرضاً لهُ غيرَ نادمِ

وذي شنآنٍ طافَ بي فانتهزتهُ ... بنابٍ حديدٍ حينَ يضغمُ كالمِ

فكيف يسامي ماجداً ذا حفيظةٍ ... جموحاً على درءِ الألدِّ المراجمِ

لئيمٌ ربا واللؤمُ في بطنِ أمهِ ... وقلدهُ في المهدِ قبلَ التمائمِ

<<  <   >  >>