أبي الينبغي ساعة؟ فقلت لا تفعل، فإنه سريع الفحش، جيد البديهة خبيث اللسان. فقال: وما عسى أن يقول؟ الله ما هجاؤه بشيء. ولكن إذا دنونا منه فقل هذين الحرفين:
عجوز أبي الينبغي ... عجوز سوء بغي
فلما قربنا منه قلت ذلك. فنظر إلى ابن الدورقي نظر مغضب - وقد علم أن ذلك من فعله والبيت من قوله - فقال على بديهته من غير أن يتفكر:
وأير أبي الينبغي ... من أمك في المبزغ
وأشار بيده إلى أبن الدورقي. قال: فنظرت إليه وقد أصفر لونه. فقلت: ألم أنهك أن تفعل؟ قال: فأين الشقاء؟ ومما يستملح لأبي الينبغي قوله:
صبراً على الذل والصغار ... يا خالق الليل والنهار
كم من حمار على جواد ... ومن جواد بلا حمار
وطار له البيت الثاني في الآفاق ولهج الناس به. فهو ينشد في كل مجلس ومحفل وسوق وطريق. وإنما يرزق البيت من الشعر ذلك إنه كان جيد المعنى، عذب اللفظ، خفيفاً على اللسان.
ومما يستملح له هجوه لرجاء بن الضحاك على سخف لفظه - وإنما تعمد ذلك ليسبق إليه العامة والصبيان فيروونه - وفيه يقول: