ومما سار له في الدنيا ورواه كل أحد لخفته على الأفواه قوله:
لا يا ملك الناس ... وخير الناس للناس
أتنهاني عن الناس ... فأغنيني عن الناس
وإلا فدع الناس ... ودعني أسأل الناس
فهل سمعت في الناس ... بشعر كله الناس
وكان أبو الينبغي سريعاً إلى أعراض الناس، يهجوهم ويقطعهم. ولما هجا الفضل بن مروان حبسه بعد أن أغرى به الواثق، وأنهى إليه أنه هجاه، فبقي في السجن حتى مات، وكان يجري عليه في السجن أجراً تاماً حسناً.
وقال أبو هفان: دخلت على أبي الينبغي وهو محبوس فقلت له: ما كانت قصتك؟ قال: أنا أبو الينبغي، قلت مالا ينبغي، فحبست حيث ينبغي.
قال أبو هفان: عرض أبو الينبغي يوماً ليحيى بن خالد في موكبه، والفضل وجعفر عن يمينه وشماله، وفي الموكب وجوه الناس، فقال له رافعاً صوته