للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا المطروح على وجهه؟ قال: هذا أبو الهندي، اشتهى وأسرع فسكر ونام. فقالوا للخمار هات ما سقيته وعجل حتى نلحق به، وأتاهم به فشربوا حتى سكروا وناموا. فانتبه أبو الهندي عند العصر، فسأل عنهم الخمار: فقال: قوم دخلوا فرأوك مطروحاً، وسألوني عنك فأعلمتهم عن حالك، واشتاقوا إلى مثلها فسقيتهم من الشراب الذي شربته ما أرواهم، حتى صرعوا كما تراهم، قال أبو الهندي: ويحك عجل، قال: ما تشاء؟ قال: ألحقني بهم ولا تسقني إلا المكيال، حتى سكر ونام، فانتبه القوم فقالوا للخمار: هذا بعد نائم ونحن أفقنا؟ فحدثهم حديثه، فقالوا: ويلك ألحقنا به الساعة وأسرع. فجاءهم بالشراب فشربوا حتى سكروا فتجدلوا. وأقاموا كذلك عشرة أيام في حانة ذلك الخمار، لا يلتقون معه، ولا يلتقي معهم، كلما أفاق وجدهم مصروعين، وإذا قاموا وجدوه مصروعاً كذلك. ففي ذلك يقول:

ندامى بعد عاشرة تلاقوا ... وضمهم بكوي زيان راح

رأوني في الشروق صريع كأس ... معتقة وما متع الصباح

فقالوا: أيها الخمار من ذا؟ ... فقال: أخ تخونه اصطباح

أدار الراح حتى أقصعته ... فخر كأنه عود شناح

فقالوا: قم وألحقنا وعجل ... به إنا لمصرعه نراح

وحان تنبهي فسألت عنهم ... فقال: أتى بهم قدر متاح

فقلت له: فسرع بي إليهم ... حثيثاً فالسراح هو النجاح

فما إن زال ذاك الدأب منا ... إلى عشر نفيق ونستباح

<<  <   >  >>