للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نقيم معاً وليس لنا تلاق ... ببيت ما لنا منه براح

وذكر أنه مذ دخل سجستان إلى أن خرج منها ما فارق كوى زيان وفي ذلك يقول:

ثبت الناس على راياتهم ... وأبو الهندي في كوى زيان

منزل يزري بمن حل به ... تستحل الخمر فيه والزواني

إنما العيش فتاة غادة ... وقعودي عاكفاً في بيت خان

أشرب الخمر وأعصى من نهى ... عن طلاب الراح والبيض الحسان

في حياتي لذة ألهو بها ... فإذا مت فقد أودى زماني

وحدثني صالح بن إبراهيم قال: حدثني جعيفران الموسوس الشاعر: قال لي صدقة البكري: شرب أبو الهندي مع قوم في قرية من قرى مرو على سطح ليس لي ستر فسكر، وكان خبيث السكر والنوم، فلما جن الظلام ومضى من الليل ما مضى، وقد سكروا وأرادوا أن يناموا، خشوا على أبي الهندي أن يسقط من السطح، فربطوا في رجله حبلا وأوثقوا، وطولوا الحبل - لسكرهم - وشدوا طرف الحبل إلى شيء في السطح على غير عمد منهم. فقام أبو الهندي في بعض الليل ليبول، فسقط فتدلىّ من السطح وهم لا يشعرون، فلما أصبحوا وجدوه متدلياً ميتاً: وقال صدقة البكري: قرأت على قبر أبي الهندي هذه الأبيات:

اجعلوا إن مت يوماً كفني ... ورق الكرم وقبري معصره

وادفنوني وادفنوا الراح معي ... واجعلوا الأقداح حول المقبره

أنني أرجو من الله غدا ... بعد شرب الراح حسن المغفرة

<<  <   >  >>