ولما تبينت الذي بي من الهوى ... وأيقنت أني عنك لا أتحول
ظلمت كذئب السوء إذ قال مرةً ... لسخل رأى والذئب غرثان مرمل
أأنت الذي في غير جرم شتمتني؟ ... فقال: متى ذا؟ قال: ذا عام أول
فقال وُلدت العام بل رمت غدرة ... فدونك كُلني لا هنا لك مأكل
أتبكين من قتلي وأنتِ قتلتني ... بحبك قتلاً بينا ليس يُشكل
فأنت كذباح العصافير دائباً ... وعيناه من وجد عليهن تهمُلُ
فلو كان من رأفٍ بهن ورحمة ... لكف يداً ليست من الذبح تعطلُ
فلا تنظري ما تهمل العين وانظري ... إلى الكف ماذا بالعصافير تفعل
فهذا كما ترى لا يسمع مثله لشاعر رقةً وغزلاً.
ومما يستملح له قوله:
دست سعاد رسولاً غير متهم ... وصيفة فأتت إتيان مُنْكتم
جاء الرسول بقرطاس بخاتمه ... وفي الصحيفة سحر خُطَّ بالقلم
فيه فتون هوى لت تغيبه ... على الجهول وما يخفى على الفهم
وقد فهمتُ الذي أخفت فقلت لها ... بُوحي بلا ونعم من بين الكليم
قالت: تعال إذا ما شئت مستتراً ... والحكم حكمك يا رقي فاحتكم
أقدم ربيعة في رحب وفي سعة ... في غير قمراء، والظلماء فاغتنم
فزرتها واقعاً طرفي على قدمي ... وقد تلبستُ جلبابين من ظُلَم
فكان ما كان لم يعلم به أحد ... وما جرحتُ وما عللت بالحرم
زارتها واقعاً طرفي على قدمي ... وقد تلبست جلبابين من ظلم
فكان ما كان لم يعلم به أحد ... وما جرحتُ وما عللت بالحرم
زارتك سعدى وسعدى منك نازحة ... فأرقتك وما زارتك من أمم