كان مسلم بن الوليد صريع الغواني مداحاً محسناً مجيداً مفلقاً، وهو أول من وسع البديع، لأن بشار بن برد أول من جاء به. ثم جاء مسلم فحشا به شعره، ثم جاء أبو تمام فأفرط فيه وتجاوز المقدار.
وجل مدائح مسلم في يزيد بن مزيد، وداود بن مزيد، وفي البرامكة. وقد مدح الخلفاء حدثني ابن المغير قال.
كان مسلم بن الوليد مدح الرشيد باللامية السائرة، فلما دخل عليه فأنشده وبلغ قوله:؟ هل العيش إلا أن تروح مع الصبا وتغدو صريع الكأس والأعين النجل قال له: أنت صريع الغواني. فسمي بذلك حتى صار لا يعرف إلا به. ويقال: إن الرشيد كتب شعره بماء الذهب. وأول القصيدة:
أديرا الكأس لا تشربا قبلي ... ولا تطلبا من عند قاتلي ذحلي
وهي مشهورة سائرة جيدة عجيبة. ومما يستحسن له - على أن شعره كله ديباج حسن لا يدفعه عن ذلك أحد - قوله:
فإني وإسماعيل يوم وداعه ... لكالغمد يوم الروع زايله النصل
فإن أغش قوماً بعده أو أزرهم ... فكالوحش يدنيها من الأنس المحل
وهذا معنى لا يتفق للشاعر مثله في ألف سنة.
وهو القائل في يزيد بن مزيد في قصيدة له جيدة طويلة عجيبة.