لا يرحل الناس إلا نحو حجرته ... كالبيت يضحى إليه ملتقى السبل
يكسو السيوف نفوس الناكثين به ... ويجعل الروس تيجاناً على الذيل
قد عود الطير عادات وثقن بها ... فهن يتبعنه في كل مرتحل
تراه في الأمن في ردع مضاعفة ... لا يأمن الدهر أن يدعى على عجل
لله من هاشم في أرضه جبل ... وأنت وابنك ركنا ذلك الجبل
صدقت ظني وصدقت الظنون به ... وحط جودك جل الرحل عن جملي
وأول هذه القصيدة:
أجررت حبل خليع في الصبا غزل ... وشمرت همم العذال في العذل
وهي كما قلنا مشهورة، فتركناها إلا هذه الأبيات فإنها من عيون القصيدة، وإن كانت القصيدة كلها عينا.
ومما سار له من هجوه قوله:
يا ضعيف موسى أخي خزيمة صم ... أو فتزود إن كنت لم تصم
أطرق لما أتيت ممتدحاً ... فلم يقل لا فضلاً على نعم
فخفت إن مات أن أقاد به ... فقمت أبغي النجاة من أمم
لو أن كنز البلاد في يده ... لم يدع الإعتلال بالعدم
ومما يختار له أيضاً قوله:
لن يبطئ الأمر ما أملت أوبته ... إذا أعانك فيه رفق متئد
والدهر آخذ ما أعطي مكدر ما ... أصفى ومفسد ما أهوى له بيد
فلا يغرك من دهر عطيته ... فليس يترك ما أعطي على أحد