بني أمية هبوا طال نومكم ... إنّ الخليفة يعقوب بن داوود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا ... خليفة الله بين الزقّ والعود
وقال قوم: بل قتله على قوله:
لا يؤيسنك من مخبأة ... قول تغلظه وإن قبحا
عسر النساء إلى مياسرة ... والصعب يمكن بعدما جمحا
فقال المهدي: رميت جميع نساء العالمين بالفاحشة. والقول الأول أثبت.
وكان حماد عجرد يهجو بشاراً ولا يلتفت إليه حتى قال فيه:
ويا أقبح من قرد ... إذا ما عمي القرد
وما اشتد عليه قوله:
لو طليت جلدته عنبرا ... لنتنت جلدته العنبرا
أو طليت مسكاً ذكياً إذا ... تحول المسك عليه خرا
وكان حماد مفلقاً مجيداً، إلا أن موضعه لم يدان بشاراً ولا يقاربه.
ومن جيد شعر بشار كلمته في عمر بن العلاء:
إذا نبهتك حروب العداة ... فنبه لها عمراً ثم نم
ولولا الذي زعموا لم أكن ... لأمدح ريحانة قبل شمّ
وحضر بشار يوماً مجلس عقبة بن سلم الهنائي، وقد حضر عقبة بن رؤبة بن العجاج ينشده أرجوزة، فاستحسنها بشار. فقال عقبة: يا أبا معاذ، هذا طراز لا تحسنه أنت ولا نظراؤك، فغضب بشار فقال: تقول هذا؟ والله إني لأرجز منك ومن أبيك ومن جدك. ثم غدا على عقبة ابن سلم الهنائي بأرجوزته الدالية التي يقول فيها:
يا طلل الدار بذات الصمد ... بالله خبر كيف كنت بعدي