للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعتُ منه بِمَكَّة عن جَمَاعَةٍ من البَغْدادِيِّين كأبى الفَتْح ابن شَاتِيل وأبى الفَرَج الجَوْزِيّ وعبد المُغِيث الحَرْبِيّ، وجَمَاعَة من دمشق كأبى عبد الله محمد بن عَلِيّ بن صَدَقَة الحَرَّانيّ وأبى سَعْد عبد الله بن أبى عَصْرُون فى خَلْقٍ كَثِير، وعن جَمَاعَةٍ من شُيُوخ مَكَّة، وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا من أهل الحَديث، رَحَل فى طَلَبِه، وكَتَبَ كَثيرًا، وعُمِّرَ، اجتمعتُ به بِمَكَّة سَنَة اثنتين، وأَخْبَرَني أنَّ له سَبْعِين وَقْفَة بِعَرَفَة نَفَعَنا الله به، أنْشَدَنا أبو القَاسِم عبد الرحمن ابن أبى حَرَمِي (١) الحِجَازِيّ بِمكّة قال: أَنْشَدَنا أبو الصَّبْر أَيُّوب بن عبد الله الفِهْرِي السَّبْتِي -قَدِم عَلَينا- قال: أنْشدنا الإِمام أبو القَاسِم عبدالرحمن ابن الحَسَن (٢) السُّهَيْلِي لنِفْسِه:

إنّ بَنِى الدُّنْيا لَفِي غَفْلةٍ … قد ضَيَّعُوا للِحْرْص آناءَها

تُفْنِيهِم قَتْلًا ولم يَشْعُرُوا … وَلَا رَأَوْا بَالعَقْل إفْناءَها

كَأَنَّها فى فِعْلِها هِرَّة … تَأْكُل بَعْد العَطْف أَبْنَاءَها

وأمَّا الثَّانِي: بالرَّاءِ، فَجَمَاعَةٌ، يُنْسَبُون إلى "وَادِي الحِجَارَة (٣) " بِالمَغْرِب. منهم:


(١) فى النسخة هنا كذلك "أبي حزم" كما ذكرته في التعليقة السابقة.
(٢) كذا فى النسخة، والسُّهَيْلى المعروف صاحب كتاب "الروض الأنف" هو عبد الرحمن ابن عبد الله بن أحمد بن أبى الحَسَن الخَثْعَمِيّ السُّهيليّ أبو القَاسم وأبو زيد ويقال: أبو الحسن أيضًا، وله ترجمة فى وفيات الأعيان ٣/ ١٤٣ وبغية الملتمس ص: ٣٦٧ (١٠٢٥) والدِّيباج الذهب ١/ ٤٨٠ وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٤٨ وغيرها من المراجع، ولعلّه أراد أن ينسب إلى كنية جده الأعلى أبى الحَسَن، فسقط "أبى" فصار عبد الرحمن بن الحسن.
(٣) فى معجم البلدان ٢/ ٢١٨ (الحِجَارَة) جمع الحجر، كورة بالأندلس، يقال لها: وادى الحِجَارة ينسب إليها بالحِجَارِي، وقال السمعاني فى الأنساب ٤/ ٦٥ الحِجَارى: بكسر الحاء المهملة وفتح الجيم وفى آخرها الراء بعد الألف، هذه النسبة إلى بيع الحجارة. . . . ثم قال: قلت، وجماعة بالأندلس يقال لهم: الحِجَارِي، نسبتهم إلى بلاد بالأندلس فى ثغورها، يقال لها: وادى الحِجَارة انتهى وانظر الروض المعطار ص: ٦٠٦ أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>