للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحالة السياسية فى عصر المؤلف (٦٠٧ - ٦٧٣)]

عَاشَ مؤلِّفُنا مُعظم القَرْن السَّابِع، ويَعْتَبر المؤرخون هذا القَرنَ من النَّاحِية السِّيَاسِيَّة مُكملًا للسّياسة الَّتى كَانَ يَمرّ بها العَالَم الإسلامِيّ فى القَرنَين السَّابِقَيْن "الخَامسِ والسَّادِس" لأنَّ العَالَم الإِسلاميّ فى هذه القُرُون قد استُهدِف من قبل الأعداء الصَّلِيبيين الحَاقِدِين والمَغول العَابثِين ومَنْ تَبِعهم من المُنَافِقين، وذلك أنَّهم رَأوَا الفُرصَة مُتَاحَة لهم لانْشِغَال المُسْلمِين واختلافهم فيما بينهم ونشوب النزاعات المُسَلَّحة بين دويلاتهم التى تعَدَّدت وضعفت ورأوا أنَّ الخَليفة لَيْسَ له إلَّا الرُّسُوم إلَّا أن يكون فى عاصمة الخلافة بغداد.

واستعراض حَالة المُسْلمِين فى القُرُون الثَّلَاثة أمرٌ يَطُول، ولذا أُريد أن أستعرض الفَتْرة التى عَاشَها مؤلِّفُنا مَنْصُور بن سَلِيم الهَمْدَانيّ المَعْرُوف بابن فُتُوح وبابن العِماديَّة بالاختصار، وقد حَفِلت هذه الفترة بكثير من الأحْدَاث، خَاصَّة النّصف الأَوَّل من هذه الفترة من حَيَاتِه، وذلك أنَّ السُّلْطان الملك النَّاصرِ صَلَاح الدِّين يُوسُف بن أَيُّوب لَمَّا مَاتَ سَنَة (٥٨٩) تَقَسم ملكه بعده بين أبنائه، واختلفت كَلِمتُهم على المُلك، والأعداءُ بدأوا يَطْمَعُون فى أخذ الثَّأر من المسلمين والتَّشَفِّي من إهراق دمائهم، لَولَا أنَّ الله تَعَالَى جلّت قدرتُه تَدَاركَهُم بقدرته ولُطْفه على يد المَلكِ العَادِل سَيْف الدِّين المُتَوفَّى سنة (٦١٥) الَّذِى استطاع أن يُوَحِّد كَلِمةَ المسلمين (١).


(١) انظر البداية والنهاية ١٣/ ٢ وما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>