لم يذكر المؤلِّف مَنْهَجه الّذِي انتهجه فى تأليفه، ولم يُصَرِّح به فى المقدمة، ولكن إلقاء نظرة على الكُتُبِ المؤلَّفة فى موضُوع المؤتلف والمختلف يُعْطِينا فِكرةً عَامّة عن مَنْهَج المؤلّفين فى هذا الفَنّ، فهم يَضْبطون الاسم المَطْلُوب ضبطه أو النسبة المطلوب ضبطها تحت أبواب يُبَوِّبُونها، ثم يذكرون التَّرَاجم الّتى تدخل تحت هذه المواد المضبوطة ويُرَتِّبُون ذلك حَسَب حروف المُعْجَم.
ومُؤلّف هذا الكتاب ابن فتوح الهَمْدَانيّ لم يَخْرج عن إطار هذا المنهج بصفة عَامّة، ولكنّه ألّف هذا الكتاب ذيلًا على كتاب ابن نقطة، يُحَاوِل أن يستدرك مَا فَاتَه ويزيد عليه ما جُدِّد بعد وفاته، فهو من هذا المنطلق ألَّف كتابَه.
وبعد هذا العَرْض الموجز نتطرق إلى بيان منهج المؤلف بشئ من التفصيل، وهو أنّ ابن فتُّوح رَتَّب كتابَه حَسَب حروف المُعْجَم، فهو يُقَدِّم الهَمزَة على البَاءِ المُوَحَّدة، ويقدم الباء الموحَّدة على التَّاء المُثَنَّاة من فوق وهكذا، ويُقَدّم الأسماء ثم يتبعها بِالنّسب فى هذا الحرف، وهكذا، رَتَّب كتابه بَادِئًا بالهمزة وخَاتِمًا بالياء المُثَنَّاه من تحت، إلَّا أنَّه لم يراع هذا الترتيب بِدقّة دَاخِل الحَرْفِ الوَاحِد، ومثال ذلك: أنَّه ذكر "باب أعَزّ وأغَرّ" بعد "باب الأمين والأمير" والترتيب الهجائي يقتضى عكس ذلك، وفى مشتبه النِّسْبة من حَرْف الهَمْزَة قدَّم "باب الأَشِيرِيّ والأشْتَرِي" على "باب الأشْنَانِيّ والأسْتَانِيّ" والترتيب الدقيق يقتضى عكس ذلك.