للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - الاتّصَالَات والمُكَاتَبَات العِلْمِيّة

كَانَت الاتّصَالات جَارِية بين العُلَمَاء ولاسيّما المَعْنيّين والمُهْتَمِّين بهذا الشَّأن لإرسال مَعْلُوماتٍ من بَلَدٍ إلى آخر، فَكَان العُلَماءُ يَتَّفِقُون فيما بينهم على أن يُرسلَ كُلُّ واحدٍ منهم المعلومات الجَديدة فى بَلَدِه إلى صَاحِبِه بُغْيَة الوُقُوف عليها، ومُتَابعة أخبار العُلَماء، وابن سَليم الهَمْدَانيّ مؤلّف هذا الكتاب كان شَدِيدَ الاهتمام بعُلَماء بغداد لِدَرَاستِه فيها فى المَدْرَسَة النّظامِيّة، والمَدْرَسَة المستنصرية ولذا تَرْجَم لكثير من عُلَمَائِها حين وُجُودِه في بغداد، كما أنّه ظَلّ مُتَّصِلًا ببغداد بعد قُفُوله منها، وطَلَب من بَعْضِ رُفَقائه البَاقِين فيها أن يَكْتُبوا له بما جَدَّ من وفيات المَشَايخ وغيرها، كما أنَّه طَلَب من بعضهم أن يَسْتَجيز له من المَشَايخ الّذين لم يَسْتَطِع الاتّصال بهم كما تَقَدَّم ذلك، ومن هولاء الأَصْحَاب المُكَلَّفين أو المتطَوّعِين بالكتابة إليه - وهو فى الإسكنّدريّة من بغداد: أبو الحَسَن عَلِيّ بن المُشَرّف الدمشقيّ وأبو المَكَارم بن سَمنيّة، وعَلِيّ بن الدُّردَانَة وغيرهم.

ومثال ذلك ما يقوله المؤلّف فى ترجمة عائشة بنت محمد بن عَلِيّ بن البَل (١): "توفيت فى خامس عشرين جمادى الأولى سَنَة إحدى وأربعين وستّمائة، كَتَبَ إليّ به أبو المَكَارم بن سَمْنيّة".

ويقولُ فى ترجمة أبى عبد الله محمد ابن أبى الحَسَن بن سَمْح الحَربيّ (٢): "توفى فى خَامِس ذى الحجّة سنة أربعين وستمائة بالحديثة، كَتَب


(١) رقم ترجمتها فى الكتاب (٦٣).
(٢) رقم ترجمته (٣٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>