للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بذهنه وتيقُّظه، وذلك وَخِيم العاقبة، فإنَّ الإنسانَ مُعَرَّض للِنِّسيان، وأَوَّلُ نَاسٍ أوَّل النَّاس، وإعجام المكتوب يَمْنع استعجامه وشكلُه يَمْنع إشكاله (١).

ونَقَل العَسْكري عن الأوزَاعِيّ قال: إعجام الكتاب نُورُه (٢)

وذَكَر ابن الصَّلَاح أمورًا أخْرَى بعد ما تَقَدَّم من أهَمها ما مُلَخصُه:

- استحباب تكرار الضَّبط فى الألفاظ المُشكِلة، بأن تُضْبَط فى متن الكتاب، ثم تُعَاد كتابتها قُبَالَة ذلكَ فى الحَاشِية مفردةً مَضْبُوطةً.

- كَراهِية الخَطّ الدَّقِيق من غير عُذْرٍ يقتضِيه، ونقل عن بعض المَشَايخ أنَّه إذَا رأى خَطًّا دقيقًا قال: "هذا خَط من لا يوقن بالخلف من الله".

- اختيار خَطّ التَّحْقِيقِ دُوْن المَشْق والتَّعْلِيق (٣)، ونَقَل عن عُمر رَضِي الله عنه قال: شَرُّ القِرَاءة الهَذْرمة (٤) وأجود الخَطّ أَبْيَنهُ.

- ضَبْط الحُرُوف المُهْمَلة بِعَلَامة الإهمال، كَضَبْطِ الحُرُوف المُعْجَمة بالنقط (٥) فإذا لُوحِظ فى الخَطّ الأُمور الَّتي ذكرها أهل العِلْم والمُحَدِّثُون فهي كَفيلة بإبعاد الأَغْلَاط والتَّحْريف، وكان سَلَفَنا يَهْتَمُّون بذلكَ حَقَّ الاهتمام، يَقُولُ عبد الله بن


(١) مقدمة ابن الصَّلَاح ص: ١٦٢.
(٢) شرح ما يَقَع فيه التصحيف والتحريف ص: ١٤.
(٣) قال السَّخَاوِيّ فى فتح المغيث ٢/ ١٥١: المَشْق: بفتح أوَّله وإسكان ثَانِيه، وهو خِفَّة اليد وإرسالها مع بَعْثَرة الحُرُوف وعدم إقامة الأَسنان، والتَّعْلِيق: خَلْط الحُروف التى ينبغى تفرقتها وإذهاب أسْنَان من ينبغى إقامة أسنانه وطمس ما ينبغى إظهار بياضه.
(٤) الهذرمة: السُّرْعة، فَسَّر بذلك ابن الأثير فى النهاية ٥/ ٢٥٦ (هَذْرم).
(٥) راجع مقدمة ابن الصلاح ١٦٣ - ١٦٦ وانظر فتح المغيث ١/ ١٤٢ أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>