وروى أبو داود عن حفصة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه ويجعل شماله لما سوى ذلك.
قال الحافظ: السواك من باب التنظيف والتطييب لا من باب إزالة القاذورات، وقد ثبت الابتداء بالشق الأيمن في الحلق، انتهى.
قلت: فيستحب السواك باليمين لا باليسار.
* * *
الحديث العاشر
عن نعيم المجمر عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:((إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجَّلين من آثار الوضوء، فمَن استطاع منكم أن يطيل غرَّته فليفعل)) .
وفي لفظ آخر: رأيت أبا هريرة يتوضَّأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:((إن أمتي يُدعَون يوم القيامة غرًّا محجَّلين من آثار الوضوء، فمَن استطاع منكم أن يطيل غرَّته وتحجيله فليفعل)) .
وفي لفظٍ لمسلم: سمعت خليلي - صلى الله عليه وسلم - يقول:((تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء)) .
قوله:"عن نعيم المجمر" وُصِف بذلك لأنه كان يبخر مسجد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
قوله:((غرًّا محجلين)) : الغرَّة في الوجه، والتحجيل في اليدين والرجلين.
قال الحافظ: وأصل الغرَّة لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس، ثم استُعمِلت في الجمال والشهرة وطيب الذكر، والمراد بها هنا النوع الكائن في وجوه أمة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وقوله:((محجلين)) : من التحجيل وهو بياض يكون في قوائم الفرس،