في تطبيق الثواب والعقاب، وإن كانت الرسمية في التطبيق من جانب المدرسة تبدو واضحة.
فتطبيق مبدأ الثواب والعقاب من جانب المدرسة نابع من أداء التلميذ وليس من كونه ابنا في الأسرة، هذا الأداء الذي يقارن في ضوء أداءات التلاميذ الآخرين وترتيباتهم فيه، ولا يتم منح التعزيز أو توقيع العقاب في ضوء عمق عاطفي كما يجدث داخل الأسرة، ولا تبدو فيه الحدة الانفعالية، فالمنفذ غير متعاطف في جميع الأحوال لأنه يطبق نظاما يعرفه الجميع.
د- تحقيق استقلالية الطفل عن الأسرة: تتمسك المدرسة بأن يخبر الطفل علاقات ومعاملات وتفاعلات مختلفة في النوع والدرجة عما عهده في أسرته من خلال فاعلية الثواب والعقاب المستخدم وتحرص المدرسة على هذا الاستقلال باعتباره شرطا لازما لنجاح ما تفعله لتنشئة الطفل اجتماعيا.
هـ- تقديم نماذج للسلوك: وهو من الأساليب التي تقوم بها المدرسة لتنشئة الأطفال، إما بالحديث عن النموذج وشرحه ومناقشته بقصد الترغيب في الخصاص المقبولة أو بمجرد عرضها دونما ترغيب، أو دعوة للاقتداء بالنموذج وعلى أية حال فتأثر الطفل بالنموذج متوقع في الحالتين.
ومع كل الأساليب التي تتبعها المدرسة في سبيل تنشئة الأطفال، لا يخفى على الأذهان، أن الطفل لا يبقى خاملا أو مستقبلا للأساليب المستخدمة معه، فالتلميذ يلاحظ ويعيش كل ما يجري في المدرسة من أحداث صغيرة وكبيرة، تتعلق بالزملاء أو بالمدرسين أو حتى أصحاب السلطة، وما يدور فيها من مناسبات كالامتحانات أو زيارة المسئولين. إن التلميذ ليس مسجلا جيدا فحسب بل مشاركا فعالا في كل هذه المناسبات، وله دوره النشط الذي تقصده المدرسة أو تسهل له أن يتبناه.