٢- نظريات التعلم الاجتماعي المبني على فكرة التدعيم:
وتنطوي هذه النظريات على ثلاثة توجهات:
التوجه الأول: ويظهر من خلال ما قدمه Miller and Dollard وكذا Sears and Mecoby ويتبنى هؤلاء فكرة [المثير "المنبه"-الاستجابة] عند تفسير عملية التنشئة الاجتماعية، ويهتمون بالدوافع والجزاءات كشروط لحدوث التعلم، فالطفل يحصل على انتباه والديه أو اهتمامهما عندما يقوم بأفعال أو تصرفات أو أعمال يفضلها الوالدان أو أحدهما أو ربما يقومان بها. ومع تكرار إتيان الطفل هذه التصرفات تصبح جزءا منه فما بعد.
التوجه الثاني: ويظهر من خلال رأي Skinner الذي يفسر السلوك الاجتماعي في ضوء قوانين التدعيم، وأسلوب الثواب وأسلوب العقاب. فالطفل ينمي شخصية محددة نتيجة أنماط مستقلة للثواب والعقاب يطبقها أو يتبعها الوالدان معه، بحيث يميل الطفل إلى تكرار السلوك الذي حصل على الإثابة Rewarded ولا يكرر السلوك غير المثاب Nonrewaded وبالتالي يتعلم الطفل الاستجابات المرتبطة بإثابات، أو تنشط الرابطة بين منبه محدد ومدعم محدد أو تضعف أو تنطفئ الرابطة بين منبه محدد ومدعم محدد.
التوجه الثالث: ويظهر من خلال ما قدمه و Ban, Walter, , Park dura ويتبنى هؤلاء فكرة تقليد النموذج Model باعتباره نمط استجابة متعلما للسلوك الاجتماعي، ومن ثم التنشئة الاجتماعية، فالأطفال يقلدون ويحاكون الأب والأم أو الوالد من نفس الجنس وذلك عندما يجدون دعما ذاتيا كلما اقتربوا من النموذج. وربما كان النموذج من بين ما تقدمه وسيلة الإعلام عموما وبخاصة المرئي.
وعلى الرغم من أن التنشئة الاجتماعية هي عملية تعديل وتغيير في سلوك الفرد وبالتالي فهي عملية تعلم، إلا أن هذا التعلم قد يكون مباشرا من خلال التدريب عليه أو غير مباشر من خلال تقليد المحيطين. وقد يتعلم الطفل أنماطا سلوكية لم يعلمها له الراشدون وربما نهوه عنها، لأن الطفل يعمل ما يشاهده ويراه من تصرفات وسلوك وأغلب ما يحاط بالأطفال يمكن اعتباره نماذج.
ويبدو على ما تبناه علماء نظريات التعلم السابق ذكرهم تحيزهم لدور البيئة المحيطة.