معظم الآباء يتحدثون عمن يفعل وماذا يفعل قبل ولادة أول طفل ولا يتكلمون بعد ذلك مرة أخرى، فلا أحد يستطيع أن يتخيل مدى صعوبة تربية الأطفال، والجمع بين العمل والأسرة. ثم إن الناس يتغيرون بمرور الوقت، فالاحتياجات تتغير، والمسئوليات أيضا تزيد بدون أن ندرك ذلك، وبمرور السنين تجد لديك عددا من الأطفال كل منهم في حاجة إلى الذهاب إلى المدرسة والطبيب ولا يمكنك أن تغلق باب المسئولية الساعة الخامسة مثلا.
يقول الأب: إني أتساءل ماذا تفعل زوجتي خلال يومها، وأشعر بالغيرة من وجودها بالمنزل طوال اليوم بينما أواجه مشقات وأهوال الحياة خارجه، إنها لا تتعرض لهذا الضغط الفظيع الذي أتحمله من العمل، وذات يوم شاءت الظروف أن تحضر زوجتي حالة وفاة خارج المنزل وتتغيب طوال اليوم فقمت أنا بدورها في ملازمة المنزل وهنا شعرت أنني سوف ألقى حتفي، إنه لشيء مختلف تماما أن تتمتع بهذا الوقت الجميل مع الطفل في المساء أو في العطلات أو أن تقضي معه يوما كاملا، فلا يوجد وقت للراحة أو للتفكير بدون إزعاج أو إطعام ... وبعد أن رجعت أخبرتها أنني أكثر الأزواج تقديرا وعرفانا وامتنانا لها.
لقد كان هذا درسا مفيدا، فمن الضروري أن يستعرض أحد الأبوين إذا أمكن مسئوليات وتبعات الآخر قبل أن يشكو من الجزء الخاص به، وعلى العكس قد يرعب زوجته أن ترى حجم العمل الذي يقوم به وتشعر بالسعادة أنها ليست مكانة.
لذلك يجب على كل من الوالدين أن يقدر متاعب ومسئوليات الآخر ويحاولان التخفيف بعضهما عن بعض عندما يعاني أحدهما من الضيق أو الملل أو طلب المساعدة عند المرور بتلك الأوقات العصبية.
الصياح والشجار أمام الأطفال:
كلنا ينتابنا شعور بالغضب بعض الأوقات ونحتاج لتنفيس الغضب والجدال مع شريك الحياة. إن هذا طبيعي، وهذا إنساني في نفس الوقت، ولكن يصعب على الطفل جدا أن يرى هذا، وهذان الشخصان هما كل العالم بالنسبة له هما أساس منزله ... أما أنا يراهما يتشاجران فقد يعصف ذلك بعواطفه.
والمفهوم الأقرب أن تكون حساسا لطفلك وتقلل الشجار قدر المستطاع فليست هذه الطريقة التي نعلمه بها كيفية مناقشة الأشياء وما الذى نفعله عندما نشعر بعدم الرضا، فإذا استشعرت مبادئ الغضب فمن الأفضل أن تبحث عن مكان آخر للجدل والشجار. هذا طبعا شيء صعب لكن إذا نظرنا بحساسية إلى مدى تأثير هذا على طفلك فسوف تؤجل الغضب إلى مكان آخر ووقت آخر، أما إذا ازدادت الخلافات الزوجية كل يوم بكثرة فيصعب اللجوء إلى أخصائي في الزواج لاستعادة السعادة الزوجية.