ليس لدى الكثير من الآباء فهم واضح لجماعة الرفاق أو الأقران، وإن كان بعض الآباء يعتمدون عليهم في تصفية بعض مشكلات الأطفال مع الأسرة وبخاصة الأطفال الكبار والمراهقون، وربما يعتمد عليهم بعض الآباء في تصفية الخلافات بين الأطفال.
إلا أن المفهوم الشائع لدى الآباء كما يشير إليه Krumboltz وزميله هو قلق الآباء بسبب خضوع أبنائهم لتأثير الرفاق وبخاصة إذا كانت صورتهم لدى الوالدين أنهم رفقاء السوء أو هم كذلك فعلا، لأنهم يشكلون مصدر خطر كبير على سلوكياتهم. وينصح الآباء بضرورة تعليم أولادهم، أثناء تنشئتهم، أساليب المناقشة والحوار لأية معايير أو قرارات أو التزامات تفرض عليهم دون خوف وبلا تردد أو امتثال تلقائي، ولا غبار على رأي الآباء فهم حريصون على أطفالهم.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسلك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه رائحة طيبة. ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا منتنة". وقال صلى الله عليه وسلم:"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره، وإياك وقرين السوء".
ولكن يجب أن نعلم أطفالنا صورة الصديق الحسن، ونمهد له بكيفية التعرف على الأصدقاء من منطلق أننا لا ننكر ضرورة تمهيد الأطفال للاستقلالية، أو الانتقال التدريجي من الاعتمادية أو الاتكالية في نطاق الأسرة إلى الاستقلالية الموجهة في رحاب جماعة من الرفاق من نفس العمر، مع مراعاة ضرورة الالتزام بمعايير الأسرة.