وهناك فكرة تقول أن أناسا معينين لا يصبحون اجتماعيين أبدا. ولنتأمل المثال التالي الذي عرضه Lambert عن Dollard. Davis:
لقد أطلق معارف التلميذة جوليا عليها اسم المشاغبة أو المشاكسة ذات المتاعب. إن لجوليا صديقة وحيدة، فهي لا تكوِّن جماعة رفاق مقربة أو تشترك فيها. ويرى المدرسون والتلاميذ الذين يعرفونها أنها تحب جذب الانتباه وحب الظهور، وتفخر جوليا بأن من يعرفها داخل المدرسة يعتقد أنها مجنونة ويمكنها أن تتصرف أو تفعل أي شيء من سب وشجار للرفاق أو المدرسين، ولأنها في بيئة.
غير عربية فلا تتردد في أن تقبل زميلا لها في فناء المدرسة ... ولا يستثنى من شجارها حتى والدها أو والدتها، وتعلم جوليا أن أمها لا تحبها ولم تحبها ولن تحبها نهائيا، ورغم أنها رقيقة الجسم إلا أنها فتاة مسترجلة تتشاجر بكلتا يديها بدلا من الأدوات الحادة كالسكين، ولا تهدأ إلا بعد أن تنتقص من فتيان المدرسة وتصفعهم على وجوههم خلال الشجار العنيف.
وعندما نعلم أن جوليا كانت فتاة زنجية من أسرة تقع في أدنى مراتب الطبقة المنخفضة لا يعود هناك شك في نمط تكيفها الاجتماعي، ربما أمكننا القول أن هذه الفتاة أعدت إعدادا حسنا لنوعية الحياة الضحلة البائسة التي كان من المتوقع أن تعيشها، وليس في مدرستها أو بيئتها الحالية.