٦- معالجة ما يصيب المدرس من إحباط أثناء قيامه بالتنشئة:
يصاب المدرسون غالبا بخيبة أمل مع بعض تلاميذهم، ويزيد الأمر صعوبة إذا كان هؤلاء الأساتذة من أصحاب المبالغة في حب التلميذ أو حتى الذين يعترفون بشخصية التلميذ. وذلك يجعل المدرسين في حالة من التوتر والقلق إزاء ما كانوا يتوقعونه وما حدث بالفعل سواء من تفوق أو تأخر للتلميذ أو حتى سلوك صدر منه. وربما قال بعض الأساتذة إن هذه المهنة سيئة، أو وضعوا لها أمثالا تثير الضحك أحيانا، وتواسي المدرس المنفعل أحيانا أخرى.
وقد أشرنا أنه لا توجد أساليب لمعالجة إحباط الأطفال في المدرسة تخفف عنائهم وكذلك لا توجد وسائل لمعالجة ما يحدث للمدرسين من إحباطات.
ولكن الأحاديث الصريحة التي تتم بين المدرسين أحيانا، وتوقيع العقاب على التلاميذ المخالفين ربما يخفف القليل من آثار الإحباط. كذلك تعد النتائج الإيجابية مع نهاية الامتحانات ليست فقط إشباعا لحاجة المدرسين إلى التقدير بل وتخفف أيضا من عناء الإحباطات، بالإضافة إلى الامتنانات القليلة التي ربما يوجهها بعض الآباء المخلصين لمدرسي أبنائهم.
ومن الآراء الحديثة إشراك أحد تلاميذ الفصل ليقوم بدور المدرس "قرين المدرس" Peer- Teacher وفي الغالب ما يكون أكبر التلاميذ عمرا، يعاون المدرس ويعلم الأطفال الأصغر. ويستفيد من هذا الأسلوب كل من المدرس والطفل الأكبر والطفل الأصغر. ومن الجدير بالذكر أن هذا النظام عرفته التربية الإسلامية واشتهر باسم "العريف" الذي يطلق على التلميذ الأكبر الذي يتمكن من ضبط سلوك التلاميذ في غيبة المدرس، ويقلل هذا الأسلوب نسبيا من بعض الإحباطات.