للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سادسا: الأخلاق وعملية التنشئة الاجتماعية]

الأخلاق Morality ليست ما يقرره المجتمع حتى ولو كان خطأ فحسب، بل إن الإخلاق ما يعتبره الفرد عدلا Justic وشفقة Kindness وإيثار Alturism وغير ذلك، إنه مفهوم دينامي، يتغير من جيل إلى جيل ومن مجتمع إلى مجتمع، وينمو ويتطور أو يتعدل فيتحسن أو يسوء.

وللأخلاق مفهومان أحدهما يعني الامتثال Conformity لمعايير المجتمع وعاداته وتقاليده، والآخر يعني اتباع الغايات والأهداف الصحيحة.

والمفهوم الأول يجعل الأفراد يتمثلون السلوك الجماعي وتقاليد الجماعة، والمفهوم الثاني يجعل الأفراد يمارسون الكرم والولاء والأمانة بصرف النظر عن عادات المجتمع لأنها خيرة في ذاتها.

والأخلاق بمعنى الامتثال لمعايير المجتمع وأنماط سلوكه تختلف من مجتمع إلى آخر، فما هو خير في بيئة أو مجتمع ربما يبدو شرا في بيئة أخرى أو مجتمع آخر.

ويعنى اصطلاح الخلق، السلوك الخلقي Moral Behaviour أيضا وقصد بهما درجة التنظيم الخلقي الفعال لكل قوى الفرد، والاستعداد المستمر الذي يقمع البواعث تبعا لمبدأ تنظيمي محدد، أو تكامل العادات والاتجاهات والعواطف والمثل العليا بصورة تميل إلى الاستقرار والثبات.

والنمو الخلقي للطفل يسير من مجرد رغبة في تحقيق اللذة والسعادة إلى التقيد بالمبادئ الخلقية والاجتماعية السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه الطفل.

وبتقدم عمر الطفل تتحول القوى الرادعة من كونها صادرة من خارجه عبر الآباء والأمهات والمعلمين ... إلى قوى ذاتية داخلية هي ضمير الطفل تكونت من امتصاص قيم الآباء وأصبحت هي معايير ذلك الصغير نفسه.

والسلوك الذي يقوم به الفرد خوفا من عقاب المجتمع ليس خلقيا بالمعنى النفسي، ويصبح خلقيا عندما يصدر عن شعور الفرد بالواجب أو العطف أو الشفقة أو الرحمة أو الحب أو الشرف أو البر أو الإحسان والتقوى.

<<  <   >  >>