للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- البنية الاجتماعية لجماعة الرفاق وأثرها على التنشئة الاجتماعية للأطفال:

إن البنية الاجتماعية لجماعة الأقرن ليست على نفس المستوى من التحديد والتعقيد كما هو الحال في الأسرة أو المدرسة، ورغم ذلك فإنه يمكننا التحدث بخصوص هذه البنية عن بعض الأمور الجديرة بالتناول.

أ- حجم جماعة الرفاق: يصل حجم جماعة الرفاق في الغالب إلى ثلاثة أفراد فأكثر، ويظهر الأطفال الكبار أن الانتماء إلى هذه الجماعة يخلصهم من حصار الأسرة، يتصرف في رحابة كما يشاء، ويكتشف الطفل حينما يصبح على مشارف البلوغ أو قبلها بقليل أنه مكبل بأغلال أقوى مما كان يتوقعه وإن كانت من صنع جماعة الرفاق أنها جماعة ضاغطة Pressure Group، ويجد نفسه منقادا لضغوط الجماعة سواء شاء ذلك أم أبى، وذلك كسبا لرضاء أعضائها وحرصا على تقبلهم الدائم له.

ب- استمرارية جماعة الرفاق: ليس من خصائص جماعة الرفاق استمراريتها إلى فترات زمنية طويلة، فهناك جماعات رفاق تستمر لأشهر معدودة كما أنها لا تتجدد ولا يحتفظ بكيانها بالأعضاء أنفسهم.

وإن كانت هناك حالات معينة تحتفظ بها الشلة Clique f بوجودها واستمراريتها مثل مجموعة المكفوفين من أبناء حي معين أو أبناء لطبقات عليا في المجتمع التي يكون استمرارها وسيلة لتحقيق بعد نفسي أو اجتماعي.

جـ- التجانس العمري والجنسي: غالبا ما تقوم جماعات الأقران على أفراد من نفس العمر ومن نفس الجنس، فهناك جماعات أفرادها إناث، وأخرى أفرادها ذكور، ونادرا ما تنشا جماعات تشمل الجنسين معا في مجتمعاتنا العربية.

د- البساطة والتعقيد: هناك أشكال من جماعات الأقرن يمكن تصنيفها على النحو التالي:

١- جماعة اللعب: وهي أبسط أنواع جماعات الأقران، وتتكون بصورة تلقائية لإشباع الحاجة إلى اللهو أو اللعب والمرح. وتظهر أول ما تظهر بين الأطفال في الفئة العمرية ٣-٤ سنوات وليس لهذه الجماعة أي قيود أو قواعد مشتركة.

<<  <   >  >>