هناك بعض الشروط الأساسية في ضوئها تتحقق التنشئة الاجتماعية الصحيحة، وقد عرفت هذه الشروط لدى Elkin and Hardel. وفي مقدمتها أن الطفل حديث الولادة، يأتي إلى مجتمع موجود بالفعل Existing Society له
معاييره وقيمه وقوانيه، واتجاهاته، وبه بناءات اجتماعية منمطة ومنتظمة، ومع ذلك تتعرض للتغير. ولا يكون للطفل المولود غير المهيأ اجتماعيا أي دراية بتلك البناءات أو التغيرات الممكنة، وتصبح مهمة الشعور والتفكير والتفاعل من جانب هذا الصغير محددة للوسائل والطرق التي يجب أن يمر بها كقادم جديد New Comer إلى التنشئة في مجتمع ما.
كما أن مدخل التفاعل الرمزي يشير إلى أن طبيعة الإنسان تتضمن المقدرة على القيام بعمل الآخرين في الوقت المناسب، وكذلك الشعور مثلهم. أو بصفة عامة القدرة على التعامل برموزهم Symbols، ولا يخفى أن هذا التعامل يختلف باختلاف الرموز الاجتماعية مثل الأصوات Sound and Voice والإيماءات Gestic and Gesticulation والإشارات Hints and Insinuation وما إلى ذلك. وهذا الاختلاف يذكيه وجود الطفل بين والدين ومربية وروضة أو مدرسة ومعلمة ... إلخ، وربما كان كل من هؤلاء على طرف، مما يوقع الطفل في كثير من اللبس، وربما التعقيد أو التناقض في الوقت الذي تحتل هذه الجهات أهميتها لدى الأطفال. وهنا يكون الاتساق هاما جدا.
وكذلك فإن تفسير تصرفات الطفل ومظاهر تنشئته يجب أن تدور في نطاق بيئته التي نشأ فيها والتي يمكن تقسيمها إلى:
أ- تنشئة اجتماعية أولية Primary Socialization داخل الأسرة فيما قبل الست سنوات من العمر، أو يطلق عليها مرحلة مغطاة Covert وهي أعمق أثرا في تكوين شخصية الفرد.
ب- تنشئة اجتماعية ثانوية Secondary Socialization يتعرض لها الطفل خارج أسرته في الحضانة والروضة والمدرسة والمسجد والنادي ووسط الرفاق ... ، ويطلق عليها مرحلة مكشوفة Overt وتستمر مع الإنسان أثناء حياته، وقد يتعرض خلالها لإعادة تنشئته Resocialization نظرا لتردده على مجتمع مغاير أو أكثر عن الأسرة.
جـ- تنشئة اجتماعية موازية Parallel Socialization وتعتبر موازية لأي من الصورتين السابقتين وهي عبر وسائل الإعلام "تلفزيون، راديو، قصص، مسرح ... ".