إنها قرية من قرى بورغونية الشمالية، وقد جمعت المعلومات عن هذه القرية من كبار السن الذين وصلت أعمارهم تقريبا فوق الستين، واللذين يذكرون أنه حدثت تحولات وتغيرات تكنولوجية واقتصادية ضخمة وحديثة عن ذي قبل في الخمسينات من هذا القرن.
وقديما كان مجتمع القرية مقسما إلى فئتين، الأولى أصحاب الأملاك من فلاحين وحرفيين، والثانية من الحطابين والبنائين وحراس الزراعة، لكن هذا التقسيم انقرض من القرية الآن إذ لم يبق إلا الفلاحون وصغار المقاولين وعمال الصناعة، ولا تتمايز هذه الفئات اجتماعيا إلا قليلا.
وتتكون الأسرة في القرية من الأب والأم والأولاد الذين لم يتزوجوا ويمكن أن يقطن الجد أو الجدة الأرامل مع الأسرة، والإخوة والأخوات الذين تزوجوا يقيمون في نفس الشارع.
والمسكن يتكون من غرفة واحدة، يتم إعداده وتناول الطعام فيه والسهر والجلوس والنوم. أما حديثا فإن المساكن تحوي عدة غرف منها للاستقبال ومنها للأكل ومنها للأطفال بالإضافة إلى مطبخ.
وفي هذا الإطار العائلي تمر فترة الطفولة التي كانت تصل إلى عمر ١٤ سنة في الماضي وتصل الآن إلى ١٢ سنة.
وقد ظلت الأسرة حتى وقت متأخر تأوي في بيت واحد كل الأعمار على اختلافها.