وتظل المدافن "القبور" كما كانت قديما، أفضل منتزهات الجدات، مصطحبين معهن الأطفال الذين يجرون فيها ويمرحون.
وفي الماضي لم يكن للوالدين من مكانة أو دور فعال أو تقارب مع أطفالهم مثل الجد أو الجدة ولكن الآباء استعادوا مكانتهم، وأصبح التقارب واضحا بين الآباء والأطفال ربما لظهور الأسرة النواة.
١- الأعراف والقيم الشائعة:
تُوصى الأمهات بإرضاع أطفالهن، أطول مدة ممكنة، وفي الغالب كان الطفل يفطم بعد عام أو عام ونصف على الأكثر.
والطفولة ليس لها إلا عالم القرية المنغلق، فيه من المعارف والحكايات وفيه شيوخ يهتمون جدا بتربية الأطفال. ويقضي الأطفال أغلب وقتهم في قاعة البيت أو داخل الحي.
والمبدأ الرئيسي الذي يتخذ تجاه الأطفال هو بقاؤهم مشغولين بمهام يكلفون بها تجعلهم يبقون في مكان محدد وفي منأى عن التأثيرات الفاسدة التي تبدو على بعض القرويين، ذلك أن كل شيء ليس صالحا لأن يرى. ففي الماضي كانوا يوصون الأطفال بألا ينظروا إلى من كانوا على جانب كبير من البشاعة أو ضعاف العقول.
وعلى خلاف العلاقات المتوترة أحيانا بين الوالدين والطفل، كانت علاقات تتسم بالعطف واللطف تجمع الأجداد بالأطفال، وطوال مرحلة الطفولة يحتل الأجداد منزلة مهمة في التنشئة.
والمعلم له منزلة الاحترام في القرية، وخلال الأجازات لا ينفك عن مراقبة الأطفال بالصرامة التي تعودوها منه في المدرسة، ويخبر الآباء بسلوك أطفالهم. وعلى ذلك فهناك تكامل لإبقاء الأطفال تحت رقابة اجتماعية قوية وتنشئتهم من قبل الجدات والمدرسة والكنيسة.
ولذلك فإن ضبط النفس والالتزام واللطافة حظيت بالأولوية في تربية الصغار بالإضافة إلى مراعاة جداول الأعمال التي يكلف به كل طفل. أما حاليا