وفيما بين عام ١٩٣٠-١٩٦٠م أخذت التنشئة اتجاها آخر مبنيا على التسامح مع نصح الوالدين بمراعاة مشاعر الأطفال وتعرف قدراتهم وإمكاناتهم، ويرجع ذلك التحول إلى آراء مدرسة التحليل النفسي وعلى رأسها Freued، الذي ركز على دور العاطفة وأثر الحرمان العاطفي المبكر على بذور المشكلات النفسية. وقد تأثر بهذا الاتجاه أيضا Gesel ذلك العالم الذي اهتم أيضا بالنضج ودوره مع الاستعداد في عملية التنشئة، ويرى أنه حينما يصل الأطفال إلى سن معينة ويبدون استعدادهم وتقبلهم حينئذ يكون التدريب ممكنا، مثال ذلك التدريب على عملية الإخراج التي تتطلب من الأطفال التحكم والضبط اللذان يساعدانهم على أدائها دون ممارسة ضغوط أو قلق من قبل الآباء.
ومع اقتراب الأربعينيات ١٩٤٠م ظهر الاتجاه الأكثر تسامحا ومرونة على يد أصحاب النزعة الإنسانية Humanistic أمثال Rogers و Maslow وغيرهما مثل Dewey ذلك الرجل التربوي المتألق. لقد بدا المبدأ الآن قائما على فكرة أن الأطفال يولدون ومعهم دافع فطري للتعلم والسعي من أحل تحقيق ذواتهم، وكي يحققوا ذلك لا بد من وجود بيئة مناسبة يشعرون فيها بالحرية ويكون التعامل معهم مبنيا على التفاهم.
وفي الستينيات من هذا القرن ظهرت أفكار Spoke التي لم تشجع على التسامح والتدليل الكامل في تربية الأطفال، وتركز على الدفء والحنان في علاقة الوالدين بالطفل متبنيا فكرة أن الطفل يستجيب لتوجيهات الآباء المحبين الودودين على نحو أسرع وأيسر من الآباء الذين يغلب على أسلوبهم القسوة، فنحن في حاجة إلى آباء مصدر سلطة أكثر من كونهم متسلطينن ومنذ ذلك الوقت استمر التأكيد على دور الدفء في معاملة الأطفال أثناء عملية التنشئة الاجتماعية، والبعد عن التسامح والتهاون أو التشدد كل التشدد. إن الواجب على الآباء في ضوء تلك الأفكار أن يسمعوا وجهة نظر الطفل إذا كان بمقدوره التعبير عنها، وأن يوضحوا قيودهم ونظامهم وألا يستخدموا قوتهم في ضبط الأطفال من خلال العقاب والعنف.
والبحوث الحديثة حول تفاعلات الأطفال الصغار ترتبط بأعمال Bawiby , Spitz التي أثنى عليها Anna Freud , Malanie Klein ويعتمد هذا التيار