الأمر لأن تأخذ الخادمة دور الأم البديلة Substitute Mother. وعندها نكون قد قلنا نعم للخادمة، لقد تنازل الأبوان عن دورهما في تلبية الحاجات العاطفية والنفسية إلى مجهولين، وأصبح البرعم النامي يتجاوب مع مجتمعه عبر واسطة هي محض تأجير، غالبا أبعد عن أن يوف بأبسط المطالب التربوية الإنسانية ونادرا ما تتوافر التجاوبات عبر واسطات صحية بأسرة الطفل، كبعض الحالات التي تصبح الخادمات على علاقة لسنوات بهذه الأسرة، لدرجة تجعلهن غير مفتقدات للتبادل العاطفي مع أفرادها. ولكن غالبية الخدم يعتبرون غرباء عن الأطفال، وفي بعض المجتمعات يأتين من مجتمعات مخالفة وثقافات بعيدة.
ففي واحدة من الدراسات التي تمت في منطقة الخليج، اتضح أن ٨% من مجموع المربيات في بعض دول الخليج لهن إلمام باللغة العربية، وجاءت اللغة الإنجليزية اللغة الأولى للاتصال بين المربيات والأطفال. فكيف إذن لعملية التطبيع الاجتماعي أن يتم جزء منها في غياب اللغة؟ إن اللغة نظام موضوع من الرموز يستطيع أعضاء الجماعة بواسطته أن يتفاعلوا وأن يتعاملوا وفق المعاير الاجتماعية في المجتمع، وماذا يكون التوقع إذا ظهر أن ٢٥% من الأطفال يقلدون المربية في اللهجة، وأن أكثر من ٤٠% من الأطفال تشوب لغتهم لكنة أجنبية ويتعرضون لمضايقات أقرانهم لهذا السبب، كما أن من ٦٠% إلى ٧٥% من المربيات غير مسلمات، ويمارس منهن ما نسبته ٩٨% تقريبا شعائرهن الدينية ... إنها قدوة خطيرة أمام النشئ المسلم من الأطفال في منطقة الخليج إذا تذكرنا أن الطفل البشري يحتاج لفترة حضانة ورعاية طويلة نسبيا ويأخذ نموه الاجتماعي من خلال تفاعله مع المحيطين به مباشرة، في الوقت الذي تنازلت فيه ٤١% من أسر الأطفال عن إشرافها على لعب الأطفال، وفي الوقت الذي يمكن أن يستقر بعض المربيات مع الأطفال فترة تفوق الخمس سنوات.
وعموما فإن نتائج دراسة وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بعمان أشارت إلى أن وجود مربية أجنبية للأطفال أثناء مرحلة الطفولة المبكرة، قلل من فرص الأطفال في الاعتماد على النفس، بينما أشارات نتائج الدراسة على عينة كويتية إلى عدم وجود آثار سلبية للمربيات الأجنبيات على الأطفال من حيث نموهم اللغوي والنفسي والاجتماعي، نظرا لاقتصار أعمال المربيات على الخدمة المنزلية، وقيام