ويذكر Bordizinsky et al. أن الأبناء الذين كان عقابهم بقسوة من قبل الوالدين أصبحوا عدوانيين مع غيرهم من الأطفال وأيضا مع المعلمين، وينتظر من الأطفال الذكور الذين تمت ممارسة القسوة عند عقابهم أن يصبحوا منحرفين أو لهم سلوكيات مضادة لمجتمعهم حينما ينخرطون في المراهقة.
وعلى أي حال فإن أي شكل من الأشكال القاسية والعنيفة في التعامل مع الطفل يعد سوءا لمعاملة الطفل Child Abuse. فالعقاب البدني القاسي بإفراط وإهمال الطفل يعتبر من قبيل سوء المعاملة التي عند استمرارها مع الصغير تجعله يبدو له وجه عجوز عند مقارنته بمن هم في مثل سنه من الأطفال، ولا يخفى أنه من الصعب تحديد عدد الأطفال العرب الذين يعانون من سوء معاملة والديهم، وأشكال هذا السوء للمعاملة.
والوالد المسيء لطفله بإفراط يمكن أن يكون والدا مريضا ويحتاج إلى علاج نفسي، ومن سماته الأكثر وضوحا في الغالب الذهانية ويذكر Bark و Collmer أن الدراسات انتهت إلى أن الوالد المسيء في أغلب الأحوال أسيئت معاملته وهو طفل، فهذا الأب حينما كان طفلا كان أمامه نموذج مسيء له، والاحتمال الأعظم أن يكون قد امتص معاييره وطريقته. وهذا ما دفع Belsky إلى ذكر أهمية دراسة تاريخ نمو الوالد المسيء، نظرا لإمكانية أن يكون تاريخ النمو النفسي للوالدين أو أحدهما سببا في سوء معاملة الأبناء.
ولا يجب أن نكون في معزل عن خصائص المجتمع الذي يعيش فيه أولياء الأمور المتسمون بالعنف وسوء معاملة الأبناء. فالعنف السائد في المجتمع، والذي يظهر بين أفراده أو على شاشات التلفزيون أو عبر وسائل الإعلام الأخرى يمكن أن يعلم الأبناء والآباء أن العنف وسيلة مقبولة لحل المشكلات.
ولقد ظهر أن الوالدين المسيئين إلى أطفالهما، لديهما ممارسات قليلة من التفاعلات اللفظية مع هؤلاء الأطفال بالإضافة إلى أنهم ليسوا متسقين معهم في التعامل. ولا يفوتنا أن نشير إلى أن الطفل ذاته وخصائص شخصيته أحيانا تكون من أسباب معاملته معاملة سيئة من قبل الوالدين أو أحدهما.