الحياة الجيدة أنا لست متأكدا ما هي، ولكن أعلم أن كل الناس يريدون قدرا كبيرا منها، وإن ذلك له علاقة بالحرية والكرامة وإتاحة الفرصة والتعلم والتقدم ولكن صعب أن تعرف ذلك بالتحديد فكل حياتي وحياة طفلي جيدة؟ وكيف نستطيع أن نحسنها؟ إنك لا يجب أن تعلم كيف تقيمه لكي تحصل على قدر أكبر من الحياة الجيدة. إن أفضل طريقة لفهم ماذا يفعل شخص آخر هو أن تفعل ذلك معه، ولذلك أنا أعيش "يوم من الحياة مع طفلي". وكمثال "باسم" يبلغ من العمر سنتين لا يستطيع الكلام حتى الآن أو فهم أكثر ما نقوله له وأيضا قليل المشاركة الاجتماعية ولا يلعب بالطريقة الصحيحة التي يكون عليها الأطفال في مثل سنه.
الأسرة أحضرت له كثيرا من اللعب ولكن معظمها كانت خاصة لأخيه الأكبر وفي الحقيقة لم يكن باسم يلعب بكثرة اللعب والقليل منها الذي كان يحبه محطم تماما الآن. باسم يفعل أشياء كثيرة غير صحيحة كإلقاء اللعب والصياح وضرب الناس، والآن لا يستطيع الكلام فلا أستطيع أنا أيضا وإذا عوقب سأعاقب أنا وكل شيء يحدث له يزعجني.
الحرص اليومي هو أقل ما يقال. وبسرعة من الواضح أن كل الحب والرعاية والاهتمام من الآباء لا يزال يعطي مقدارا ضئيلا من وجوده في حياة الطفل. وفي الصباح وأثناء لعبه مع أخيه لعبة السيف طعنه باسم وقد رأت والدته الطعنة الشديدة فقط قامت بتوبيخه هو وأخيه ولم نستطع الدفاع عن أنفسنا تجاه عدم العدالة، فقط قمنا بإلقاء اللعبة والتشاجر بعضنا مع بعض، ولكن أمنا لم تفهم أن هذه ليست الطريقة الوحيدة للمخاطبة والتعبير عن خطئنا وربما ترك ذلك بعض الحقد.
هناك كثير من الناس مسئولون عن الأطفال خلال اليوم. الأم، الأب، الأقارب، جليسة الأطفال، الجيران. فسيجعلنا ذلك نشعر أننا لا نعرف أحدا منهم جيدا ولا نشعر بالعقرب من شخص معين. وفي المساء عند مقابلة والدي باسم لمناقشة كيف تكون حياته جيدة وقررنا أن نبحث عن لعب ونشاطات مسلية تعني شيئا لماجد بدلا من اللعب القديمة التي كان يستعملها أخوه.
لقد قررنا أن يكون الأشخاص المسئولون عن ماجد محدودين جدا طوال اليوم فلذلك سوف يجعلهم يعرفون ويهتمون بعضهم ببعض، وقد قررنا أن نقضي وقتا أطول في الحديث معهم موضحين لهم ما هي الكلمات والتعبيرات التي يمكن أن يستخدمها للتعبير عن حاجته.
إن الرسالة الموجهة هنا مهمة جدا ومطبقة على كل طفل وكل والدين، ومن الممكن أن يحلوا محل أطفالهم ويتعايشوا مع مطالبهم طوال اليوم، وما الأشياء التي يستمتعون بها لتصل بهم إلى كيفية قضاء يوم سعيد، وبذلك نكون قد حققنا لكل منا الحياة الجيدة.