يتحول فيه إرضاء الوسيط "مثل الأم أو الأب أو الأخر الأكبر أو المدرسة ... " من دافع محدد إلى دافع أولى. مثال ذلك حينما يتعلم الطفل السلوك الحسن إرضاء لوالديه، لأن إرضاء الوالدين ارتبط في السابق بإشباع حاجات أولية عنده.
وفي الاتكالية التعلق بوسيط فإن التعلم يتصل بالسيطرة على مجالات متعددة من الاستجابات للطفل مثلا عن طريق مثيرات يوفرها أشخاص "اعتماد على الغير أو اتكالية" أو عن طريق شخص معين "وسط مثل الأم".
وفي عملية التقليد التوحد مع مثال ينطوي الأمر على تعلم لدى الطفل مثلا عند مطابقة استجاباته مع الإرشادات أو التعليمات التي تظهر استجابات شخص آخر "النموذج أو المثال". أما التوحد مع مثال فيكون التعلم فيه عندما تتولد في الطفل الرغبة في اكتساب الخصائص السلوكية بحيث يظهر في النهاية تشابه بين سلوك الطفل وسلوك المثال.
أما في لعب الأدوار تكوين مفهوم الذات، فإن مجالات التعلم الاجتماعي متسعة إلا أن الأدوار الاجتماعية بمثابة قوالب سلوكية جاهزة مكونة من اتجاهات وقيم وبناءات معرفية تتصل بالوظيفة موضوع الدور والقمة التي تتوج تمثيل كل دور من الأدوار التي مارسها الفرد ورأى فيها نفسه تعطي له مفهومه عن ذاته.
ومن هذا المنظور فإن أخذ الأدوار Role Taking متصل بشدة بتكوين مفهوم الذات ويعتقد البعض أن عمليتي التقليد التوحد مع مثال والاتكالية التعلق بوسيط هما عمليتان متتابعتان كما أن هناك اعتقادا في أن لعب الأدوار هو في حقيقة الأمر مطابق للتوحد مع مثال [مثلما نرى في لعب دور الأب وهو في الحقيقة توحد مع الأب] وسوف نعرض لمراحل عملية التنشئة فيما بعد.
وتبقى عملية الاستدخال كعملية أساسية في التنشئة حيث تنعكس ترجمة التعلم إلى مقدرة على التحكم في السلوك ذاتيا. وهنا يبدو المراقب الداخلي الذاتي المتمثل في الضمير مغنيا عن وجود رقباء أو شرطة للأخلاق إذا جاز التعبير وهذا ما يجعل عملية الاستدخال عند انتظامها داخل الفرد مؤشرا حقيقيا لانتظام عملية التنشئة التي لا يجب أن نغفل دور عدد من المؤثرات المتنوعة عليها.