يعد موضوع تنشئة الطفل من الموضوعات ذات الأهمية في حاضر عالمنا، الذي تعاقبت عليه العديد من الأزمات، تتراكم وتتكدس انعكاساتها الإيجابية والسلبية حقبة بعد أخرى، وتنتج تباينا في أساليب العيش مع التحولات الناجمة، وضياعا لبعض القيم، وصراعا بين الأجيال داخل البناء الاجتماعي الواحد.
إن البناء الاجتماعي يهدف إلى تحقيق التوازن بين التأثيرات الثقافية وأسالب الضغط الاجتماعي لدى الأفراد أعضاء هذا البناء، وإلى إيجاد نوع من التوافق بين حاجات الأفراد ومطالب المجتمع، وإلى إيجاد سلوكيات تحقق رغبات الفرد ويرضى عنها الآخرون.
وتعد تجارب السنوات الأولى من حياة الطفل، التي تهيئ للمراحل الأخرى من نضجه العقلي والنفسي والاجتماعي، مرتبطة وثيق الارتباط بتصورات الآخرين الذين يشكلون المجموعة التي ينتمي إليها، بقيمها وعاداتها، وعلى وجه الخصوص بسلطة الأسرة بداية، التي يتأثر بها تأثرا عميقا.
وقد تظهر الصورة شاحبة هزيلة في بؤسها، ولكنها حقيقة حياة ملايين من الأسر التي ينمو أطفالها وغالبا ما تكون لديهم اتجاهات وعادات وقيم هي غير المطلوبة لمجتمع عليه أن يسابق الزمن متخطيا سني التخلف إلى بدايات ضعيفة للتقدم.
إن إعداد أطفال يتمكنون من العيش سعداء في أوطانهم، وفي عالمهم، لمن أعسر المهام، وأبعثها على النخوة. والأمر لا يتطلب تعليمهم لعدد من القيم الاجتماعية التي تمثل جوهر المجتمع فحسب، بل نساعدهم على اكتساب المرونة لتتلاءم مع المتغيرات الجديدة وليدة التحولات الاجتماعية السريعة. وبذلك يتكون