إنه لشيء أساسي أن يتعلم الطفل أن ضربه لرأسه أو عضه ذراعه لن يفيده في شيء، وإذا قمت بتلبية رغبته إذا فعل ذلك فسوف يتعلم أن هذه الطريقة فعالة للحصول على ما يريد، وإذا استسلمنا لسلوكه يزداد الأمر سوءا ونجعل من الصعب علاجه فيما بعد، وكما ناقشنا من قبل أن المهم هو أن نعرف لماذا يفعل الطفل ذلك لنتخلص منه، فإذا كان يريد لعبة يلعب بها بها أو أحد والديه يلعب معه أو قطعة حلوى، أو مشاهدة التلفزيون، فوضع أيدينا على المشكلة يساعدنا في تعليمه الطريقة الصحيحة لطلبها ولا نحاول ذلك بعد حدوث هذا السلوك مباشرة "لكي لا يعتقد أنه في النهاية أيضا وباستخدامه العض أو الخبط سيحصل على ما يريد" ولكن بعدها بحوالي ١٥ دقيقة نأخذه إلى حجرته ونعلمه أن يقول: "اللعبة من فضلك" وعندما يفعل ذلك نعطيها له" وهكذا بالنسبة للتلفزيون والحلوى"، وتتكرر العملية لأيام عديدة، والغرض هنا طبعا تعليمه طرق التعبير عن رغبته، ولا ننسى أن نعطيه ما يريد في كل مرة كي نجعله يشعر بنجاحه في ذلك، وعندما يعتاد على عمل ذلك بلطف وأدب نتوقف عن تلبية رغباته، فمثلا إذا أراد الطفل قطعة من الحلوى قبل الغذاء فنقول له:"حاضر ولكن بعد الغذاء" إنه الآن لم يقابل بالرفض ولكنه كوفئ بدبلوماسية قد يرحب بها كثير من الأطفال حتى لو رفض طلبه.
والشيء الثالث المهم في هذا الموضوع هو إشباعنا لطاقة الطفل ونشاطه عندما لا يفعل هذا الفعل السيئ، إن ذلك سيساعدنا لأسباب عديدة. منها إذا كان عندنا كثير من الألعاب المسلية فسيقلل من هذا السلوك ربما يمنعه تماما لأن وقت اللعب والمتعة ينتهي إذا حدث الضرب للرأس أو شد للشعر أو خربشة في نفس الوقت، وإذا كان هناك ما يشغله ويسلي به وقته كالألعاب أو الأصدقاء أو والديه. فلن يكون هناك سبب لكي يلجأ إلى هذا السلوك والتخلص منه سيكون أكثر سهولة، وفي الحالات النادرة عندما يؤذي الطفل نفسه بالفعل أو لم تفعل معه الطرق السابقة لتغيير هذا السلوك فإننا نضف قليلا من التعديل إلى الخطة، وكما ناقشنا من قبل الصواب والخطأ في كيفية العقاب، كمثال أن التوبيخ القاسي قد يستخدم بجذب الطفل من كلتا ذراعيه والحملقة في عينيه وجعل وجهك ملاصقا لوجهه وفي منتهى الصرامة قائلا بكل حزم "لا" وربما تضيف صفعه على يديه في حالة عض اليدين أو إصابة نفسه.
٣- متى نطلب المساعدة؟
إذا لم ينته هذا السلوك بعد سن السنتين وحتى بعد استخدام العقاب للأسف لن يكون أمامك إلا استشارة أخصائي نفسي، قد يمكن مناقشة نظامك ومشكلتك معه. وما الخطأ وما الصواب الذي يحدث في الخطة التي تتبعها وأفضل أن يكون الأخصائي من المتخصصيين في الأطفال.