المتبع في ضبط عملية الإخراج أسلوب التغذية اتجاه الأسرة نحو الأمور الجنسية التي يبديها الأطفال وتصرفاتهم نحوها.
ولا يغيب عن الأذان أن تأثر الأسرة بثقافة الطبقة أو المجتمع الذي تعيش فيه، لا يعني إلغاء الخصائص الشخصية للوالدين وطريقة تعبيرهم عن مشاعرهم وأساليب توجييهم لأطفالهم كما سبق أن ذكرنا في الفصل الخامس.
كما أن نتائج أطفال الطبقة الفقيرة يمكن أن تكون إيجابية على الرغم من حرمانهم من الامتيازات الاجتماعية والاقتصادية.
فنجد ارتباطهم الشخصي والعائلي للأصحاب والجيران الذي يدعم المشاركة والدعم المتبادل. وعلى الرغم من سخريتهم من الأقدار والتشاؤم من الحياة إلا أنهم أكثر واقعية في نظرتهم إلى المحيط من حولهم. كما أن إحساسهم بأنهم عرضة للأزمات وأنهم مهددون، ينمي عندهم الإحساس والوعي والقدرة على مواجهة الضغوط والصراعات. بعكس أطفال الطبقة الوسطى الذين يواجهون معاناة في مواجهة المواقف الصعبة.
وعلى الرغم من الاختلافات الواضحة في طرق حياة وخصائص كل طبقة إلا أنه لا توجد اختلافات في القيم والأهداف من تربية الأطفال. والاختلاف يكون واضحا في بعد القوة والتوجيه الذاتي للطبقة المتوسطة مقابل الخنوع والطاعة في الطبقة الفقيرة.
فالآباء في الطبقة الوسطى يفرضون الاحترام والطاعة للسلطة بينما يفرض آباء الطبقة الاجتماعية الوسطى حب الاستطلاع والتحكم والسيطرة على النفس والقدرة على تأجيل إشباع الرغبات والعمل من أجل تحقيق الأهداف طويلة الأمد.
وفي الطبقة الوسطى يكون الآباء أقل عنفا وشدة مع الأطفال حديثي السن من الميلاد حتى سن خمس سنوات، ويكونون أشد نصحا وتقويما وتوجيها لأبنائهم في مرحلة المراهقة ويتوقعون من أطفالهم النضج المبكر في تحمل المسئولية، ويخططون لأطفالهم أهدافا وإنجازات عالية يجب تحقيقها.
أما في الطبقة الفقيرة فالآباء يكونون أشد عنفا مع الأطفال حديثي السن من الميلاد حتى خمس سنوات، ويقل هذا العنف تدريجيا ويتحول إلى نوع من التهاون والتسامح الشديد مع الأطفال الأكبر سنا. وربما عاد ذلك إلى توقعات الآباء المنتظرة