وصيف داخل من خوخة المنارة ليس في خلقة وصفاء الناس معه قصعة؛ فأهوى بها إلى الرجل فوضعها بين يديه وجلس الرجل يأكل وحصبني، فقال: هلم فجئته وظننت أنها من الجنة؛ فأحببت أن آكل منها لقمة؛ فأكلت طعاما لا يشبه طعام أهل الدنيا، ثم احتشمت فرجعت لمجلسي؛ فلما فرغ من أكله أخذ الوصيف القصعة، ثم أهوى راجعا من حيث جاء وقام الرجل منصرفا فتبعته لأعرفه؛ فلا أدري أين سلك فظننته الخضر عليه السلام.
وروي أن امرأة من المتعبدات جاءت عائشة رضي الله عنها؛ فقالت: اكشفي لي عن قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فكشفت لها فبكت حتى أنشدني بعض مشايخي رحمه الله بعض زوار النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:
أتيتك زائرا ووددت أني ... جعلت سواد عيني أمتطيه
وما لي لا أسير على الأماقي ... إلى قبر رسول الله فيه
وأنشدني عبد الوهاب عن علي قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن محمد الأديب لنفسه من قصيدة يتشوف فيها إلى الحج وإلى زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم: