للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر صفة الموضع الذي فيه المقام والمصلى خلفه]

أما صفة الموضع المشار إليه: فإنه الآن قبة عالية من خشب ثابتة قائمة على أربعة أعمدة دقاق حجارة منحوتة بينها أربعة شبابيك من حديد من الجهات الأربعة، ومن الجهة الشرقية يدخل إلى المقام، والقبة مما يلي المقام منقوشة مزخرفة بالذهب، ومما يلي السماء مبيضة بالنورة.

وأما موضع المصلى الآن: فإنه ساباط مزخرف على أربعة أعمدة، منها: عمودان عليهما القبة وهو متصل بها، وهو مما يلي الأرض منقوش مزخرف بالذهب، ومما يلي السماء مبيضة بالنورة.

وأما موضع المصلى الآن: فإنه ساباط مزخرف على أربعة أعمدة، منها: عمودان عليهما القبة وهو متصل بها، وهو مما يلي الأرض منقوش مزخرف بالذهب، ومما يلي السماء مبيض بنورة.

وأحدث وقت صنع فيه ذلك في شهر رجب سنة عشر وثمانمائة١. واسم الملك الناصر فرج صاحب الديار المصرية والشامية مكتوب فيه بسبب هذه العمارة، واسم الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحي صاحب مصر مكتوب في الشباك الشرقي في هذا الموضع بسبب عمارته له في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة٢.

والمقام بين الشبابيك الأربعة الحديد في قبة من حديد ثابت في الأرض، والقبة التي عليها ثابتة أيضا في الأرض برصاص مصبوب، بحيث لا يستطاع قلع القبة الحديد التي فوقه إلا بالمعاول وشبهها، ولعل القبة الحديد التي في جوفها المقام الآن القبة الحديد التي كانت توضع عليها عند قدوم الحاج إلى مكة صونا لها، لكونا أحمل للازدحام والاستلام على ما ذكر ابن جبير٣ وذكر ما يقتضي أن المقام كان عند رحلته إلى مكة غير ثابت وأنه يوضع ويرفع، ويجعل حينا في الكعبة في البيت الذي فيه الدرجة التي يصعد منها إلى السطح أي سطح الكعبة ويجعل أيضا في موضعه


١ إتحاف الورى ٣/ ٤٥٧.
٢ إتحاف الورى ٣/ ١٨٧.
٣ رحلة ابن جبير "ص ٦٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>