[ذكر تملك عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن كلاب القرشي الأسدي على قريش بمكة وشيء من خبره]
قال الزبير بن بكار فيما رويناه عنه: حدثنا علي بن صالح، عن عامر بن صالح، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، قال: خرج عثمان بن الحويرث، وكان يطمع أن يملك قريشا، وكان بمن أظرف قريش وأعقلها، حتى قدم على قيصر، وقد رأى موضع حاجتهم إليه ومتجرهم من بلاده، فذكر له مكة ورغبة فيها. وقال: تكون زيادة في ملكك كما ملك كسرى صنعاء؛ فملكه عليهم وكتب له إليهم، فلما قدم عليهم قال: يا قوم إن قيصر من قد علمتم، أموالكم ببلاده وما تصيبون من التجارة في كنفه. وقد ملكني عليكم؛ وإنما أنا ابن عمكم وأحدكم، وإنما آخذ منكم الجراب من القرظ والعكة من السمن والإهاب، فأجمع ذلك ثم أبعث به إليه، وأنا أخاف إن أبيتم ذلك؟ أن يمنع منكم الشام، فلا تتجروا به، ويقطع مرفقكم منه؛ فلما قال لهم ذلك خافوا قيصر، وأخذ بقلوبهم ما ذكر من متجرهم، فأجمعوا على أن يعقدوا على رأسه التاج عشية، وفارقوه على ذلك: فلما طافوا عشية، بعث الله تعالى عليهم ابن عمه أبا زمعة الأسود بن المطلب نب أسد، فصاح على أحفل ما كانت قريش في الطواف، وقال: عباد الله ملك بتهامة، فانحاشوا انحياش حمر الوحش، ثم قالوا: صدقت، واللات والعزى ما كان بتهامة ملك قط؛ فأسقطت قريش عما كانت قالت له، ولحق بقيصر ليعلمه. وقال الزبير: حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي عن أبيه قال: قال الأسود بن عبد المطلب حين أرادت قريش أن تملك عثمان بن الحويرث عليها: إن قريشا لقاح لا تملك ... انتهى باختصار.
ثم روى الزبير بسنده: أن قيصر حمل عثمان على بغلة، عليها سرج عليه الذهب، حين ملكه، قال الزبير: قال عمي: وكان عثمان بن الحويرث حين قدم مكة بكتاب قيصر مختوم في أسفله بالذهب ... انتهى.
وذكر الزبير خبرا فيما انتهى إليه أمر عثمان بن الحويرث، وملخص ذلك: أنه خرج إلى قيصر بالشام، فسأل تجار قريش بالشام عمرو بن جفنة الغساني أن يفسد على عثمان عند قيصر، فسأل عمرو في ذلك ترجمان قيصر فأخبر الترجمان قيصر عن عثمان حتى حضر عثمان، وترجم عنه بأن عثمان يشتم الملك، فأمر قيصر بإخراج عثمان، ثم تحيل