للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خاتمة المؤلف للكتاب]

قال مؤلفه محمد بن أحمد بن علي الحسني الفاسي المكي المالكي، ألهمه الله رشده وأنجح قصده: كنت ألفت هذا الكتاب على وجه أخصر من هذا، ثم زدت فيه أمورا كثير مفيدة، تكون نحوا من مقداره أولا، وزدت في أبوابه ستة عشر بابا؛ لأني استطلت الباب الأخيرة منه أولا، وهو الباب الرابع والعشرون، فجعلته سبعة عشر بابا؛ فصارت أبوابه أربعين بابا، ولم يخل باب منها من زيادة مفيدة، وأصلحت في كثير منها مواضع كثيرة ظهر لي أن غيرها أصوب منها، وذكرت في بعض الأبواب ما كنت ذكرته في غيره، مع الإعراض عما ذكرته في الباب الذي كان فيه، لما رأيت في ذلك من المناسبة، وكان أكثر ما زدته فيه، وما أصلحت فيه، وما ذكرته في بعض الأبواب، معرضا عن ذكري له في غيره، وجعلي الباب الأخير من التأليف الأول: سبعة عشر بابا، بعد خروج التأليف المختصر الأول من يدي إلى ديار مصر والمغرب واليمن والهند، ولأجل ذلك تعذر علي أن أضع فيه ذلك، وكان اختصار للمختصر الأول في آخر سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وفي سنة أربع عشرة وثمانمائة، وفي سنة خمس عشر وثمانمائة، وفي سنة ست عشرة وثمانمائة، وما زدته في سنة خمس عشرة وست عشرة، أكثر مما زدته فيما قبلهما بكثير، وفي سنة ست عشرة جعلت أبوابه أربعين بابا، وزدت فيه فوائد كثيرة أيضا في المحرم وصفر من سنة سبع عشرة وثمانمائة بمكة، وزدت فيه في شوال وذي القعدة من السنة المذكورة فوائد كثيرة، بمرسى جزيرة كمران١، وفيما بينها وبين باب المندب٢ من البحر المالح ببلاد اليمن، وزدت فيه في


١ هي جزيرة باليمن.
٢ باب المندب مضيق يفصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي.

<<  <  ج: ص:  >  >>