اختلفت الأخبار فيمن أخرج جرهما من مكة اختلافا كثيرا يعسر فيه التوفيق بين الأخبار المروية في ذلك، فقيل: إن بني بكر بن عبد مناة بن كنانة، وغبشان من خزاعة أخرجوا جرهما من مكة لبغيهم فيها، وقيل: إن بني عمرو بن عامر ماء السماء أخرجوا جرهما من مكة حتى لم يترك جرهم بني عرمو بن عامر يقيمون عندهم بمكة حتى يصل إليهم روادهم. وقيل: إن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر أخرج جرهما من مكة حين طلب حجابة البيت لسيادته ولشرفه، وقيل: إن بني إسماعيل أخرجوا جرهما من مكة بعد أن سلط الله تعالى على جرهم آفات، وقيل: إن الله تعالى سلط عليهم دوابا فأهلكت كثيرا منهم، وجلا لذلك بعضهم عن مكة، والقول الأول ذكره ابن إسحاق، لأنه قال: ثم إن جرهما بغوا بمكة واستحلوا حلالا من الحرمة وظلموا من دخلها من غير أهلها، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى إليها، فرق أمرهم، فلما رأت بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة وغبشان من خزاعة ذلك أجمعوا لحربهم وإخراجهم من مكة، فآذنوهم بالحرب، فاقتتلوا، فغلبتهم بنو بكر وغبشان، فنفوهم من مكة، وكانت مكة في الجاهلية