للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[آداب دخول الكعبة]

وأما آداب دخول الكعبة فكثيرة منها: الاغتسال لما رويناه عن عبد الكريم بن أبي المخارق.

ومنها: نزع الخف والنعل، لما روينا في سنن سعيد بن منصور عن عطاء وطاوس ومجاهد، وكره مالك دخولها بالخفين والنعلين، وهو قول الحنابلة.

ومنها: أنه لا يرفع بصره إلى السقف، لحديث في ذلك رويناه عن عائشة أخرجه الحاكم في "المستدرك"١ وقال: صحيح على شرط الشيخين، وقد تقدم هذا الحديث في الباب التاسع، وإنما كره رفع البصر في الكعبة، لأنه يولد الغفلة واللهو عن القصد، أشار بذلك المحب الطبري في "القرى".

ومنها: أن لا يزاحم زحمة شديدة يتأذى بها أو يؤذي بها أحدا، أشار إلى ذلك النووي وغيره.

ومنها أن لا يكلم أحدا إلا لضرورة أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر.

ومنها: أن يلزم قلبه الخشوع والخضوع وعينيه الدموع إن استطاع ذلك وإلا حاول صورتها، ذَكَرَ هذين الأمرين المحب الطبري، وهذا لفظه٢.

ومنها: أن لا يسأل مخلوقا، لما رويناه عن سفيان بن عيينة قال: دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال: سلني حاجتك. قال: أستحي من الله أن أسأل في بيته غيره٣.

وذكر الفاكهي ما يقتضي أن التارك لسؤال هشام في الكعبة غير سالم بن عبد الله، لأنه قال: حدثنا محمد بن أبي عمر قال: قال سفيان بن عيينة سمعت بعض من يذكر أن هشام بن عبد الملك أو غيره دخل الكعبة عام حج فلم يدع في الكعبة غير منصور الحجبي، فقال له هشام: سل حاجتك، قال منصور: ما كنت لأسأل غير الله في بيته، فلم يسأله شيئا ... انتهى.

وحكم النساء في دخولهن الكعبة حكم الرجال من غير خلاف أعلمه في ذلك.


١ مستدرك الحاكم ١/ ٤٧٩.
٢ القرى "ص: ٥٠١".
٣ القرى "ص: ٥٠١، ٥٠٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>