للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر فوائد تتعلق بخبر فتح مكة]

هذه الفوائد بعضها يخالف ما ذكرناه عن ابن إسحاق وابن هشام من خبر الفتح، وبعضها يوضح بعض أبهمه ابن إسحاق، وابن هشام، في ذلك.

منها: أن موسى بن عقبة ذكر في "مغازيه" ما يقتضي أن إغارة بني كنانة على خزاعة التي هي سبب فتح مكة كانت بعرفة؛ لأنه قال فيما رويناه عنه في "مغازيه" فتح مكة: ثم إن بني نفاثة من بني الديل، أغاروا على بين كعب وهم بعرفة ... انتهى. وهذا يخالف ما ذكره ابن إسحاق؛ لأنه قال: ثم إن بني بكر بن عبد مناة بن كنانة عدت على خزاعة، وهم على مائهم بأسفل مكة، يقال له: الوتير ... انتهى. وإذا كان الوتير بأسفل مكة، كما هو مقتضى هذا الخبر، فهو غير عرفة، والله أعلم بالصواب.

وأفاد السهيلي سبب تسميته الوتير؛ لأنه قال: والوتير في اللغة الورد الأبيض، وقد يكون منه بريئا، فيحتمل أن يكون هذا الماء سمي به١ ... انتهى.

ولا منافاة بين قول ابن عقبة: "ثم إن بني نفاثة من بني الديل أغاروا على بني كعب" وبين قول ابن إسحاق: "ثم إن بني بكر بن عبد مناة بن كنانة عدت على خزاعة" لأن بني الديل الذي منه بنو نفاثة، هو الدول بن بكر بن كنانة، على ما ذكر ابن البطاح عن أبي اليقظان، كما حكي عنه الحازمي؛ ويدل لذلك قول ابن إسحاق فيما بعد: فخرج نوفل بن معاوية الديلي في بني الديل ... انتهى.

وذكر ابن إسحاق ما يوافق ما ذكره ابن عقبة، من نسبة هذه الإغارة إلى بني نفاثة؛ لأنه أنشد أبياتا لتميم بن أسد أولها:

لما رأيت بني نفاثة أقبلوا ... يغشون كل وتيرة وحجاب


١ الروض الأنف ٤/ ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>