ومنها: أن ابن عقبة بين البيت من خزاعة؛ لأنه قال فيما رويناه عنه: فأغارت بنو الديل على بني عمرو وعامتهم فيما زعموا؛ نساء وصبيانا وضعفه الرجال، فبيوتهم وقتلوا منهم، حتى أدخلوهم دار بديل بن ورقاء بمكة ... انتهى.
وبنو عمرو هؤلاء من بني كعب؛ لأن ابن عقبة قال فيما سبق: ثم إن بني نفاثة من بني الديل أغاروا على بني كعب ... انتهى.
ومنها: أن ابن إسحاق لم يبين من رفد كنانة من قريش، وقاتل معهم؛ لأنه قال: ورفدت قريش بني بكر بالسلاح، وقاتل معه من قريش من قاتل بالليل مستخفيا ... انتهى.
وقد بين ذلك ابن عقبة؛ لأنه قال: ويذكر أن ممن أعانهم من قريش: صفوان بن أمية، وشيبة بن عثمان، وسهيل بن عمرو ... انتهى.
وبين ذلك ابن سعد أيضا، وأفاد في ذلك ما لم يفده ابن عقبة؛ لأنا روينا عن الحافظ أبي الفتح ابن سيد الناس في "سيرته" بعد ذكره لقول ابن إسحاق: ورفدت بني بكر قريشا بالسلاح، ذكر ابن سعد منهم: صفوان بن أمية، وحويطب بن عبد العزى، ومكرز بن حفص بن الأخيف ... انتهى. ولا منافاة بين ما ذكره ابن عقبة وابن سعد فيمنأعان من قريش بني بكر لإمكان أن يكون الذين ذكرهم ابن عقبة وابن سعد أعانوا بن بكر، وذكر ابن عقبة بعضهم، وابن سعد بعضهم، ويكون المعين لبني بكر من قريش خمسة نفر، على مقتضى ما ذكر ابن عقبة وابن سعد، والله أعلم.
ومنها أن قريشا رفدت بني كنانة بدقيق، أفاد ذلك ابنه عقبة؛ لأنه قال: وأعانتهم قريش بالسلاح والدقيق ... انتهى. وهذا لا يفهم مما ذكره ابن إسحاق.
ومنها: أن الفاكهي ذكر خبرا يوهم أن سبب فتح مكة غير ما سبق؛ لأنه قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، حدثنا عبد المجيد بن أبي رواد، عن ابن جريج، قال: قال عطاء: وكانت خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأصابت بنو بكر منهم قتيلا: فقالت بنو بكر لقريش: لا تسلموا بني عمكم، فكلم بديل بن ورقاء قريشا فقالوا: لا تسلمه فركب بديل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يصدقه، وأرسل معه رسول الله صلى الله عليه وسلم طليعة يستطلعهم، قال: فجاء به بديل بن ورقاء، فجعل يقف به على قريش ويكلمهم، فقالوا: قد عرفنا