أول من أظهر زمزم على وجه الأرض جبريل عليه السلام عند ظمأ إسماعيل عليه السلام سقيا من الله تعالى، واختلفت الروايات في كيفية صنع الأمين جبريل عليه السلام حين أخرج ماء زمزم، ففي رواية:"بحث بعقبه"، وفي رواية:"همز بعقبه"، وهاتان الروايتان في "صحيح البخاري".
ولما أظهر الله ماء زمزم لإسماعيل عليه السلام حوضت عليه أمه هاجر خشية أن يفوتها قبل أن تملأ منه شنها ولو تركته لكان عينا تجري، على ما رويناه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح.
وذكر الفاكهي خبرا يقتضي: أن الخليل عليه السلام حفر زمزم وقصته كانت بينه وبين ذي القرنين في زمزم، لأنه قال: حدثنا عبد الله بن عمران المخزومي، قال: حدثنا سعد بن سالم قال: حدثنا عثمان بن ساج قال: بلغنا في الحديث المأثور عن وهب بن منبه قال: كان بطن مكة ليس فيه ماء، وليس لأحد فيه قرار، حتى أنبطه الله لإسماعيل لما أراد من عمارة بيته لم يكن لأحد بها يومئذ مقام١.
قال عثمان: وذكر غيره: أن زمزم تدعى سابق، وكانت وطأة من جبريل. وكانت سقياها لإسماعيل عليه السلام يوم فرج له عنها جبريل، وهو يومئذ وأمه عطاش،