في ٥ شوال عام ١٣٧٠هـ عين لوكيل أمير المدينة المنورة حدود الدور التي سيتناولها الهدم، وتدخل في توسعة المسجد الشريف من الجهات الثلاث: الشرقية والغربية والشمالية.
وسار الهدم بنشاط وسرعة، وكانت أنقاض الأبنية المهدومة تنقل إلى المواطن التي خصصت لها: من إصلاح طرق وردم حفر، وسوى ذلك. ثم ذللت أرضها تذليلا، حتى غدت ميدانا فسيحا مستويا تعبره السيارات الضخمة التي تحمل الآلات الثقيلة ...
وفي ٦ شعبان عام ١٣٧١هـ أمر سعادة الشيخ محمد بن لادن بإنشاء جدار، على حدود أروقة الجهة الغربية، من باب الرحمة، إلى مستودعات الزيت الواقعة في مؤخرة المسجد من الجهة الشمالية ليفصل هذه الأروقة عن المسجد، لتهدم وتضم إليها التوسعة الجديدة.
وبعد أن تمت عمليات هدم هذه الأروقة استعملت الأنقاض التي لا حاجة إليها في تعبيد الطرق وردم المنخفضات أيضا.
وفي ١٥ شعبان عام ١٣٧٢هـ أمر الشيخ ابن لادن العمال بأن يباشروا حفر الأسس، وقد خططها المهندسون وعينوا مواطن الآبار العميقة التي تحفر لتصب فيها أسس السواري. وانتهت عمليات حفر الأسس في ٢٤ رمضان المبارك عام ١٣٧٢هـ.
وفي أثناء ذلك كان قد أزيلت دور القسم الشمالي وأنقاضها، وسويت أرضها، حتى أصبحت صالحة للعمارة أيضا.
وفي ٢٤ رمضان المبارك عام ١٣٧٢هـ سارت العمارة في طريقها الجدي سيرا حثيثا متواصلا.
وحين تبوأ العرش جلالة الملك سعود حفظه الله أحب أن يطلع على سير العمارة بنفسه فقصد المدينة المنورة في ١٦ ربيع الأول عام ١٣٧٣هـ، وقد أعجبه ارتفاع العمارة، وسره سير العمل وأبي إلا أن يباشر بعض أعمال البناء بنفسه، ليحظى بشرف الاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتحقق مباشرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بناء مسجده الشريف بنفسه مرتين: مرة لدى عمارته، ومرة لدى توسعته.