الثاني: مسمار في وسط البيت سموه سرة الدنيا، وحملوا العامة على أن يكشف أحدهم عن سرته، وينبطح بها على ذلك الموضع حتى يكون واضعا سرته على سرة الدنيا، قاتل الله واضع ذلك ومختلقه وهو المستعان ... انتهى بنصه من منسك ابن الصلاح، ونقل ذلك عنه النووي في "الإيضاح" بما يخالف بعض ذلك في اللفظ ويوافقه في المعنى.
قلت: وهذان الأمران لا أثر لهما الآن في الكعبة، وكان زوال البدعة التي يقال لها العروة الوثقى في سنة إحدى وسبعمائة، لأن الإمام جمال الدين المطري فيما أخبرني عنه القاضي برهان الدين بن فرحون ذكر أن الصاحب زين الدين أحمد بن محمد بن علي بن محمد المعروف بابن حناء توجه إلى مكة في أثناء سنة إحدى وسبعمائة، فرأى فيها ما يقع من الفتنة عند دخول البيت الحرام، وتعلق الناس بعضهم على بعض، وحمل النساء على أعناق الرجال للاستمساك بالعروة الوثقى في زعمهم فأمر بقلع ذلك المثال، وزالت تلك البدعة، والمنة لله تعالى١ ... انتهى.