للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليماني- وهو ظهر الكعبة: عشرون ذراعا وستة أصابع، وذرع ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود ستة عشر ذراعا وستة أصابع١.

وذكر الأزرقي رحمه الله: ذرع ما بين الأساطين التي في الكعبة، فقال فيما رويناه عنه بالسند المتقدم: ذرع ما بين الجدار الذي بين الركن الأسود والركن اليماني إلى الأسطوانة الأولى: أربعة أذرع ونصف، وذرع ما بين الأسطوانة الأولى إلى الأسطوانة الثانية: أربعة أذرع ونصف، وذرع ما بين الأسطوانة الثانية إلى الأسطوانة الثالثة: أربعة أذرع ونصف، وذرع ما بين الأسطوانة الثالثة إلى الجدار الذي يلي الحجر: ذراعان وثمان أصابع٢ ... انتهى.

وقد حرر ذرع الكعبة الفقيه أبو عبد الله محمد بن سراقة العامري في كتابه "دلائل القبلة"، لأنه قال: اعلم أن الكعبة البيت الحرام مربعة البنيان في وسط المسجد، ارتفاعها من الأرض سبعة وعشرين ذراعا، وعرض الجدار وجهها قرابة أربعة وعشرين ذراعا، وهو بناء الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما حين ولي مكة جعل عرضه ثلاثين ذراعا يزيد على ذلك أقل من ذراع، وبعد أن كشف عن قواعد إبراهيم الخليل عليه السلام وبنى عليها. ثم قال: وعرض وجهها وهو الذي فيه بابها: أربعة وعشرون ذراعا، وعرض مؤخرها مثل ذلك، وعرض جدارها الذي يلي اليمن، وهو فيما بين الركن اليماني والركن العراقي، وهو الذي فيه الحجر الأسود: عشرون ذراعا. ثم قال: وعرض جدارها الذي يلي الشام، وهو الذي بين الركن الشامي والركن العراقي: أحد وعشرون ذراعا ... انتهى.

وإنما ذكرنا ما ذكره ابن سراقة العامري من ذرع الكعبة، لأن فيه مخالفة لما ذكره الأزرقي في ذرع شقها الشرقي وشقها الغربي، وذلك ينقص عما ذكره الأزرقي في ذرع ذلك ذراعا. وفي النسخة التي رأيتها من كتاب ابن سراقة لحن في التعبير عن ذرع بعض ما نقلته عنه، فكتبته هنا على ما وجدته في النسخة، وذلك واضح لمن تأمله، والله أعلم.

وذكر ابن جبير في أخبار رحلته ما يستغرب في طول الكعبة، لأنه ذكر محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الشيبي زعيم الشيبيين الذين لهم سدانة البيت أخبره أن ارتفاعه في الهواء من الصفح الذي يقابل باب الصفا وهو بين الحجر الأسود واليماني تسع وعشرون ذراعا، وسائر الجوانب ثمان وعشرون، بسبب انصباب السطح إلى الميزاب٣ ... انتهى بنصه.


١ أخبار مكة ١/ ٢٩٠.
٢ أخبار مكة ١/ ٢٩٢.
٣ رحلة ابن جبير ص ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>