وأنا أسال الله تعالى أن ييسر لي تبييضهما وتحريرهما، وأن ينفع بذلك وينفعني به، ويثيبني عليه الثواب الجزيل.
وهذا التأليف المحتوي على التراجم لا يخلو من تقصير، سببه ما ذكرته من كوني لم أر مؤلفا في معناه، ورأيت ما يدل على أن بعض الناس ألف تاريخا لمكة، وهو الشريف زيد بن هاشم بن علي بن المرتضى العلوي الحسني، هكذا نسبه الشيخ أبو العباس أحمد بن علي الميورقي١، وترجمه بوزير مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في رسالة كتبها زيد- المذكور- للشيخ أبي العباس- المذكور- رأيتها في كتاب "الجواهر الثمينة على مذهب عالم المدينة" لابن شاش المالكي بخط الميورقي، ووقفه بوج الطائف، وفيها مكتوب بعد البسملة: زيد بن هاشم بن علي، ثم قال: وبعد.... فقد خدم بها العبد الضعيف في الثلاثاء منتصف شعبان، وبخط الميورقي فوق شعبان: سنة ست وسبعين وستمائة، وذكر أشياء، ثم قال: وقد خطر للضعيف مع المتاعب التي يعاني من كل وجه إثبات تاريخ لمكة المعظمة، وقد أثبت منه إلى الآن نحو خمس كراريس ... انتهى.
ولم أقف على هذا التاريخ، وما عرفت على أي نمط هو، هل هو تراجم فقط أو هو حوادث فيها ذكر شيء من أخبار مكة والكعبة المعظمة مما يدخل في هذا التاريخ؟
وسميت هذا التأليف:"شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام".
ورتبته على أربعين بابا:
الباب الأول: في ذكر مكة المشرفة وحكم بيع دورها وإجارتها.
الباب الثاني: في أسماء مكة المشرفة.
الباب الثالث: في ذكر حرم مكة، وسبب تحريمه، وعلاماته، وحدوده، وما يتعلق بذلك من ضبط ألفاظ في حدوده، ومعاني بعض أسمائها.
الباب الرابع: في ذكر شيء من الأحاديث والآثار الدالة على حرمة مكة وحرمها، وشيء في الأحكام المختصة بذلك، وشيء مما ورد من تعظيم الناس لمكة وحرمها، وفي تعظيم الذنب في ذلك، وفي فضل الحرم.
١ ميورقة: بالفتح ثم الضم وسكون الواو والراء يلتقي فيه ساكنان، وقاف: جزيرة في شرق الأندلس، وقد نسب إلى هذه المدينة الشيخ أبو العباس أحمد بن علي الميورقي المالكي المتوفي سنة "٦٧٨هـ" المذكور عاليه، وصاحب رسالة "بهجة المهج في بعض فضائل الطائف ووج" وطبعت في الطائف.